بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013

أعلم أبنائك ببعض حق أمهم إن أنت مت


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّمَ, وبعد.

فإن من أكبر أسباب ترك كثير من فضليات المسلمين الزواج بعد وفاة أزواجهن، هو حرصهن على مشاعر أبناءهن وخاصة لو كانوا ذكوراً فى سن المراهقة، فإن معظم هؤلاء الشباب وبدون قصد يتحول حبهم لأمهاتهم الى غيرة غير محمودة ، فهي غيرة في غير محلها الذي وضعها الله فيه.

بل يصل الحال ببعضهم الى محاربة ذلك الزواج ودفعه ، مهما كان قدر وصلاح المتقدم ، ومهما كان حاجة تلك الأُم الى ذلك الرجل.

لذا وجب تذكير نفسي وإخواني الأفاضل الى أمر نحن عنه غافلون ، وهو من باب التربية الاسلامية للنشأ المسلم على أمر أُحدثت فيه أمور لم تكن على العهد الأول من عصر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

فعلى إخوتي الرجال حفظهم الله وراعاهم أن يوضحوا لأبنائهم أن للمرأة إذا توفي عنها زوجها وأكملت عدتها أن تتزوج إن شاءت ، على أن تنظر وتراعى فى ذلك الإختيار الدين والأمانة والخلق، بخاصة إن كان فى بيتها فتاة بالغة فهنا لا بد من الحرص أشد الحرص فى إختيارها ذلك.

ولنبدأ ذلك البيان بشكل عام، وليكن من باب طرح الأمر كمبدأ عام ومنهج حياة للمجتمع الإسلامي، ثم بعد ذلك يتم توجيه تلك المسألة كشكل تطبيقي على حال الشخص المُخَاطِب.

حفظ الله الجميع وراعاهم.

ولا يفوتني هنا التذكير ببعض الامور منها:

-      روى مسلم في صحيحه عن أم سلمة -هند بنت أبي أمية -رضي الله عنها ، قالت: سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقول: "ما من عبدٍ تصيبُه مصيبةٌ فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون . اللهمَّ ! أْجُرْني في مصيبتي وأَخلِفْ لي خيرًا منها - إلا أجَره اللهُ في مصيبتِه . وأخْلَف له خيرًا منها" . قالت : فلما تُوفِّيَ أبو سلمةَ قلتُ كما أمرني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فأَخلَفَ اللهُ لي خيرًا منه . رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ .

-      روى مسلم في صحيحه عن عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَالَتْ‏:‏ جاءتني مسكينةٌ تحمل ابنتَين لها . فأطعمتُها ثلاثَ تمراتٍ . فأعطتْ كلَّ واحدةٍ منهما تمرةً . ورفعت إلى فيها تمرةً لتأكلَها . فاستطعمَتها ابنتاها . فشقَّتِ التَّمرةَ ، التي كانت تريد أن تأكلَها ، بينهما . فأعجبني شأنُها . فذكرتُ الذي صنعتُ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فقال " إنَّ اللهَ قد أوجب لها بها الجنةَ . أو أعتقَها بها من النَّارِ " .

-      وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ :" ليس المسكينُ الذي يطوفُ على الناسِ ، تَرُدُّهُ اللُّقمةُ واللقمتانِ ، والتمرةُ والتمرتانِ ، ولكنَّ المسكينَ : الذي لا يجدُ غِنًى يُغْنِيهِ ، ولا يُفْطَنُ بهِ فيُتَصَدَّقْ عليهِ ، ولا يقومُ فيسألَ الناسَ".

 

-      روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: " أتدرون ما المفلِسُ ؟ قالوا : المفلِسُ فينا من لا درهمَ له ولا متاعَ . فقال : إنَّ المفلسَ من أمَّتي ، يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مالَ هذا ، وسفك دمَ هذا ، وضرب هذا . فيُعطَى هذا من حسناتِه وهذا من حسناتِه . فإن فَنِيَتْ حسناتُه ، قبل أن يقضيَ ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطُرِحت عليه . ثمَّ طُرِح في النَّارِ".

 

-      وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "استوصُوا بالنساءِ ، فإنَّ المرأةَ خُلقتْ من ضِلعٍ ، وإنَّ أعوجَ شيءٍ في الضِّلعِ أعلاه ، فإن ذَهَبْتَ تقيمُه كسرتَه ، وإن تركتَه لم يزلْ أعوجَ ، فاستوصُوا بالنِّساءِ".

المتابعون