بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 7 مايو 2015

من رِسالةِ قُرَنَآءُ الخَطِيئَةِ وَ الفَحْشَآءِ فى مَعَابِدِ الشَّيْطَانِ

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه .
أما بعد ،
فهذا إعتذارٌ مني أولا الى الله ربي سبحانه وتعالى ، مُنْزِلَ الكتابِ، ومُجريَ السحابِ الرحيمُ الغفَّار ، ثُمَّ إلى والدي وشيخي رجائي بن محمد المصري المكي أبو عِلِّيَّينَ رحمه الله تعالى.
الذي كان يربينا على العمل بكتاب ربنا وسُنَّةَ نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ، فكان لا يأُمرنا بأمرٍ أو ينهانا عن أمرٍ إلاَّ وكان هو سابقنا إليه .
فقد علمنا حُبَّ الطاعة و إلتزامُ الجماعة ، وكان واللهُ حسيبُهُ لا يخشى فى الله لومة لآئمٍ أو مفارقة قريبٍ أو مخالفٍ ، فالناس كلهم عنده سواء ، إلاَّ أَهل الطاعة من خَوَاصِّ العوام و طلبة العلم.
وهو مع ذلك كله ، ومع مخالطته للناس قدر جهده و إستطاعته ، فقد كان رحمه الله أبعد ما يكون عن ممالقة الناس ونفاقهم ، بل لا أُبالغ إن قلت أنه لم يكن مشهوراً معروفاً بين الناس بسبب وضوح رؤيته وصراحته وتشدده الرائع السَّديد فى النُّصحِ لله ولكتابه وللناس جميعاً ، فـ لله دَرُّ مثل هذا الرجل الفَذُّ الذي قلَّما يَجُود الزَّمان بمثله.
وقد إقتطفتُ – مع بعض التعليقات - من رسالته تَذْكِرَةُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَ الْجَمَاعَةِ (السَادِسَةُ) بِعُنُوَانِ قُرَنَآءُ الخَطِيئَةِ وَ الفَحْشَآءِ فى مَعَابِدِ الشَّيْطَانِ بعض ما يلي :
قال الشيخ رحمه الله تحذيراً من أماكن الفسق و الفجور:
مَعَابِدِ الشَّيْطَانِ
1-مجالسُ التليفزيون و الفيديو و أطباقِ الشَّيطان.
قلت (حسن):
وقد ذهب مع شديد الأسف بعض طلبة العلم للقول بعموم البلوى فى تلك المسألة متجاهلين أو جاهلين أن أصل تلك القاعدة راجعة إلى القاعدة الكبرى من أن المشقة تجلب التيسير موافقة لقوله تعالى: "وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ " الحج: 78
ضاربين بأوامر الله ونواهيه النصية ، قطعية الدلالة و الثُّبوت عرض الحائط ، وأبسط مثال على ذلك فى وجهة نظري بعيدا عن الأفلام و المسلسلات وغيرها ، نشرات الأخبار التى يتحجج كثير من الناس فى متابعتها بحجة معرفة الأخبار المباحة شرعاً بل "و الواجبة أحيانا فى وجهة نظرهم" ، فلا تجد نشرة من تلك النشرات أو برنامجا إخباريا أو ثقافيا -كما يدَّعون- إلاَّ وتجد فيه إمرأة متبرجة تبرجاً سافراً، والله العظيم لا تستطيع أن تَتَصَنَّعهُ كثيرٌ من نساءِ المسلمين بل قل " مُعظَمَهُنَّ " لأزواجهنَّ فى بِيُوتِهنَّ ، فبأي حُجَةٍ ينظُرُ الرجل المسلم الى تلك المرأةِ وبأيِّ وَجْهٍ يلقى الله به يوم القيامة إن سألهُ ، اسأل الله أن يتجاوز عن سيئاتنا أجمعين.
2-إذاعاتُ الفسقِ و تسجيلات الفَساد.
قلت (حسن):
واليوم لا تجد جهاز هاتف محمول ( موبيل ) يخلو من تلك الموسيقى و الأغاني مع بنات و شباب المسلمين إلاَّ من رحم ربي – وهم القليل النادر – وبسبب كثرة معاصي وذنوب الوالدين تجدهم لا حيلة لهم في أمر أولادهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، ذلك لأن فاقد الشيئ لا يُعطيه.
3-أفراح الجاهِليَّةِ و الزَّفَّةُ الشَّيطانيةُ.
قلت (حسن):
حتى الأفراح التي تسمى إسلامية اليوم لا تخلوا من مخالفات إسلامية ، ومن تلك المخالفات فى الأفراح الإسلامية –زعموا-وغيرها ما يلى :
-       الإختلاط بين غير المحارم من أقارب العروسين و معارفهم و أصحابهم ، بشكل يخالف المعلوم بالضرورة من آدابٍ إسلامية رفيعة ، تحت أَعْيُنِ الرجال بل ورضاهم أحيانا من باب أن تبحث البنت عن عريس فى الفرح ويبحث الشاب عن عروس فى الفرح ، ولن يأتي الخير من أبواب الشَّرِّ أبداً.
-       ظهور العروس متبرجة بين المعازيم من غير المحارم ، فى الوقت الذي فَرَّقَ فيه الشرع الحنيف بين أنواع ومقدار الزينة الظاهرة التي تُبديها المرأة لمحارمها أصلاً ، فما بال عورات المسلمات بين غير المحارم.
وهاك تفريغ لشريط عورة المرأة المسلمة على المسلمة و المحارم:
-       رقص السفيهات الساقطات مع السفهاء الساقطين من الذكور على أنغام الموسيقى الشيطانية دون وازعٍ ديني ولا قائمٍ يقوم عليهم بأمر الله.
-       ذهاب النساء الى الكوافيرة وعمل تلك الزينة المحرمة شرعاً ،كنمص الحاجبين الذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتكلف فى التشبه بالكافرات .
-       التصوير الذي أصبح اليوم سمة من سمات الحياة اليومية ، حتى وصلت تلك الفتنة الى الدعاة أنفسهم ، فأصبحوا اليوم لا يُنْكِرون على هؤلاء المصورون بعد أن كانوا قديما يُحذرون ويشددون فى إِنكار هذا الأمر فى حياة مشايخنا ابن باز و الألباني و مقبل والعثيمين ونظرائهم و إخوانهم من العلماء ، أمَّا اليوم فإلى الله المشتكى هذا يصور فرحاً، وهذا يصور أعياد الميلاد ، وهذا يصور عقيقة والدعاة يشاهدون ويحضرون ولا ينكرون.
-       ومن أعظم تلك المخالفات فى رأيي ، ما ابتُلي به ذُكور الأُمة الإسلامية ، أن يصبح المنكر مألوفاً عندهم من كثرة تكراره وسكوتهم عليه، بحجج واهية ما أنزل الله بها من سُلطان، فماذا سنقول لله حين يسألُنا.
4-وسائل المواصلات الخاصًّة و العامَّة.
قلت (حسن):
فضعف النفوس البشرية مع بعدها عن ربِّ البريَّة سبحانه ، و العُرِيُّ المُؤَدِّيِ الى الفحشاء ، جعل تلك الآماكن وغيرها من معابد الشيطان.
5-المقاهي و أندية العاطلين و العاطلات.
قلت (حسن):
فلا يغرنك أخي المسلم و أُختي المسلمة تلك الدعوات من قضاء أوقات طيبة مع الأصدقاء و الصديقات ، فما دام هناك إختلاط فثمَّ الفتنة فابتعدوا، ولا تكن أخي الحبيب للخائنين خصيما.
6-الحدائق العامَّة و المتنزهات.
7-الموالدُ ومواسمُ الزنادقةَ.
8-معارضُ الصُّوَرِ و التماثيلُ و الفنونِ.
9-سُرادقاتُ الفنونِ الشعبيةِ.
قلت (حسن):
و الخيم الرمضانية و ما شابهها من أماكن الفسق و الفجور.
10-                  الجامعات و المعاهد ، و المدارس المختلطةُ ، ودورُ الحضانةِ المُتَطوِّرةِ.
قلت (حسن):
رحم الله الشيخ رجائي رحمة واسعة وجميع علماء المسلمين ، كانوا لا يبيعون عِرْضَهُمْ ولا أعراض المسلمين ، لا مقابل الكثير ولا القليل ، لذا فقد كان حال الشباب من الجنسين يومئذٍ على غير الحال اليوم ، وصدق رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم القائل : "لا يأتي عليكم زَمانٌ إلا الذي بعدَه شرٌّ منه، حتى تَلقَوا ربَّكم" . ذلك من بعض حديث أنسٍ رضي الله عنه عند البخاري.
فلا ترى عالماً واحداً من علماء المسلمين – علماء المسلمين – الاَّ تجده يُعَدِّدُّ لك وبالأدلة محرمات استهان بها الناس اليوم فى مسألة الإختلاط تلك ، راجع فتاوي الشيخ ابن باز والشيخ الألباني و العثيمين و مقبل رحمهم الله و أسكنهم فسيح جناته وتجاوز عن هنَّاتهم فى حكم دراسة الطالبات في الجامعات المختلطة ، راجعوا يا أيها المسلمون رسالة الشيخ بكر أبوزيد رحمه الله (حراسة الفضيلة) ، الفضيلة ، تلك الكلمة التى لو راجع أي فقيه أبواب الدين كلها لوجدها شقيقة للأبواب جميعا.
واعلمي أُختي المسلمة أنَّ حجب النساء في البيوت عن الرجال الأجانب فى مثل قوله تعالى:"وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ" 33 سورة الأحزاب ، وأن كان في ظاهره خاصٌّ بأُمهاتِ المؤمنين رضوان الله عليهنَّ ، إلاَّ أنه لم يُخَالِفُ أحدٌ من السلف أن الخطاب في الآية يشمل جميع نساء المؤمنين لأنهن تَبَعٌ لأُمهاتِ المؤمنين في هذا التشريع ، فعلى المسلمة أن تلزم بيتها وتَقَرُّ فيه ولا تخرج منه إلاَّ لضرورة أو حاجة ، واثقة أن فى هذا التشريع الحكيم السعادة كُلُّ السعادة لها فى الدَّارينِ.
وأعوذُ بالله أن أُذَكِّرَ به و أَنسى.
11-                  شواطئُ البِحارِ و المسابح ومواسم العُرَاةِ.
قلت (حسن):
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فى مسألة حضور الأماكن التي تكثر فيها المنكرات، مع العجز عن إنكارها، -وهذا يشمل السفر والحضر- في مجموع الفتاوى(28/239) :
(( ليس للإنسان أن يحضر الأماكن التي يشهد فيها المنكرات ولا يمكنه الإنكار، إلا لموجب شرعي، مثل أن يكون هناك أمر يحتاج إليه لمصلحة دينه أو دنياه لا بد فيه من حضوره، أو يكون مكرهاً، فأما حضوره لمجرد الفرجة وإحضار امرأته تشاهد ذلك؛ فهذا مما يقدح في عدالته ومُروءته إذا أصرَّ عليه، واللّه أعلم )) انتهى.
راجع مقالة الداعية القدوة والسفر للسياحة للشيخ علوي بن عبد القادر السَّقَّاف:
وهذا وللحق أقول أن بعض الأخوة أخبرني أن هناك بعض الأماكن – الشواطئ - يمكن أن تزار خلال بعض فترات محددة خلال العام تخلوا تماما من المصطافين ، ولهذا ولمثله أقول أن الحكم يدور مع عِلَّتِهِ ، فإن كان كما قال فبها ونعمت ، للناس أن يستمتعون بكل طيب من عند الله، مالم يتلبس ذلك الطيب بالخبيث.
12-                  دُورُ السينيما.
13-                  المسرحُ بأنواعهَ.
14-                  قاعات الموسيقى و الغناءِ بأنواعها.
15-                  المراقص و الملاهي الليلية فى الفنادقِ و غيرها.
قلت (حسن):
أحياناً تقيم بعض الشركات دعوات غداء أو إفطار جماعي للعاملين فيها بتلك الفنادق ، و الراجح عندي عدم جواز قبول تلك الدعوات للآتي:
-      معظم تلك الفنادق تبيع الخمور وتُبيح كثير من المنكرات، و الداخل إليها لا شك أنه لم يدخلها للأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، هذا لو كان يملك أصلاً الحجة فى الأمر و النهي.
-       الإختلاط العام فى تلك الأماكن ، و الخاص بين الموظفين المدعوين من قبل الشركة ذكوراً و إناثاً ، فإن قلنا بجواز العمل فى تلك المصالح و الشركات من باب الضرورة أو الإضطرار أو الحاجة، فلا ينبغي أبداً التنزل أكثر من ذلك و التقول على الله بغير الحق.
-       حرمة التصوير الذي يقع فيه معظم مقيمي تلك الحفلات و الدعوات , سواء كان ذلك التصوير تصويراً فوتوغرافياً أو تصوير بكاميرات الفيديو.
ملحوظة:
بعيداً عن الخوض فى مسألة حكم التصوير ، التى بدأت بتقديم القياس على النص ثم الإحتجاج بقول صحابي جليل أو فعله مع معارضته لما صح عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وفعله ، مروراً الى زمننا هذا الذي صار فيه الأطفال يلعبون بهواتفهم وكاميراتهم غير مبالين لحرمة ولا عالمين بتشريع فصارت صور النساء و الفتيات اللاتي هُنَّ أُمهاتهم وأَخواتهم ومحارمهم ، مَشَاعاً و مُشَاع.
إضافة إن الذي أعلمه سماعاً ، أن صالات الحفلات فى تلك الفنادق لا تخلوا من الموسيقى التى حرمها الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، علماً  أنه لا توجد ما تسمى بالموسيقى الإسلامية.
16-                  احتفالاتُ الصَّوت و الضَّوء تحت أقدام الأصنام.
17-                  المستشفيات و المَصَحَّات الخاصة و العامة.
قلت (حسن):
فيجب الفصل التام بين الجنسين في تلك الأماكن سواءً بين فريق الأطباء أو الممرضين أو إدارات تلك الأماكن وتخصيص مستشفيات خاصة للنساءِ لا يباشر العمل فيها إلاَّ النساء.
18-                  الأسواق و المحلات التجارية المتطورة على زعمهم.
قلت (حسن):
ماذا لو رأى الشيخ رحمه الله حال زوار تلك الأسواق اليوم .
19-                  المباريات الرياضية على إختلاف أنواعها.
قلت (حسن):
إنه مما يُحزن القلب، إستبدال معظم شباب المسلمين -إلاَّ من رحم ربي-طلب العلم الشرعي بالجري وراء تلك الكرة، أما القول بالجمع بينهما فأنا لم أرى ذلك واقعا والله أعلم.
تلك اللعبة التي إستخف الغرب بعقول شبابنا ومشايخنا بها، و أقصد بالمشايخ هنا كبار السن وكبار العقول، فنري كيف يُضيَّعُ هؤلاء أوقاتهم بالساعات أمام شاشات التليفزيون ، وحولهم أبنائهم بل وبناتهم وزوجاتهم ، يطيلون النظر و يُعمِلُونَ الفكر ، ويُعلِّقون أفئدتهم بين أقدام لاعبين لآهين أغلبهم من السفهاء.
لاعبين أكلوا أموال الناس بالباطل ، تُدار أنديتهم بالملاين المملينة ، فهذا لاعب يأخذ كذا مليون ، وهذا مدرب يأخذ كذا مليون ، والناس من حولهم لا يجدون ما يُنفقون .
ذلك اللاهي أصبح نجما من نجوم المجتمع ، ثَرِياً تحلم به كثير من بنات المسلمين ، و السبب الأول فى ذلك فى رأيي هو ذلك الشعب نفسه ، الذي لا يملك أن يحارب شهواته و أهوائه ، فكيف به يوما وقد دُعي الى الجهاد.
بالله عليكم كم يُنفق على تخريج الدعاة فى الأزهر الشريف-زعموا- ، بل كم هو راتب الإمام الراتب فى وزارة الأوقاف الآن، كم هو راتبك أنت أو راتب والدك الذي يشقى من أجلك وإخوتك ثم لا يجد ما يقيم به أصل حياته.
يجلس الأب بجوار أبناءه يشاهدون قتل المسلمين على قناة ، وبعدها ينتقلون الى القناة الأُخرى لمشاهدة المباراة ، يرى أبناءه يحبون اللاعبين الكفرة وينصرونهم ولا يحرك ذلك فيه ساكناً.
و الغريب أنهم يعتبرون ذلك من الرياضة.
فضلا عن تضييع أموال الأمة فيما لا فائدة لها فيه، في دنيا ولا دين بل فيه الضرر العظيم في الدارين وما المليارات التي تنفق على هذه اللعبة التي تصد عن ذكر الله عنا ببعيد والأموال التي يأخذها اللاهون عنا ببعيد فأصبحوا نجوما وأثرياء وخيار الأمة يتضورون جوعا ويُتهمون بشتى التهم حتى يحال بينهم وبين تقديم الخير لأمتهم .
لابد أن نتكلم عن واقع هذه اللعبة كما هي موجودة الآن والاهتمام بها أكثر من أركان الدين في معظم دول العالم الإسلامي وإلا فانظروا إلى معسكرات تدريب هؤلاء اللاهين اللاعبين، المتلاعبين بوقت وعقول الأمة انظروا كم ينفقون وكم يعطون للمدربين الذين يستقدمون معظمهم من دول الكفر وقارنوا بين هذا وبين الإهتمام بتخريج دعاة للإسلام أو حتى أئمة للمساجد ثم قولوا لنا ما النسبة بين هذا وذاك؟
هذا اللاعب كافر وحبك لنصرته وحزنك على خسارته وفرحك برؤيته هو من الولاء، ووالله لقد رأيت بعيني فى بيوت المسلمين، خواص المسلمين، بل وممن يدعون الى الجهاد، أعلامٌ لبعض فرق كرة القدم الأوربية وبها الصليب ظاهر واضح، ولكن أعماه هواه عن رؤيته، فإلى الله المشتكى.
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لو لم يكن من مشاهدة هذه اللعبة الا حُبُّ اللاعب وحب نصرته لكفى بها.
يا أيها المسلمون، شعوب مسلمة تغتصب أراضيها، ويذبح أبنائها وتنتهك حرماتها في شتى بقاع الأرض وتحاصر وتجوّع ويمنع عنها الدواء والغذاء وضرورات الحياة، والجماهير تصفق في الملاعب وأمام شاشات المفسديون وتعطي ثمرة قلبها وخالص حبها لأناس عابثين لاهين فماذا نقول لربنا غدا .
قَالَ ابنُ تَيْمِيَّةَ رحمه الله (الاخْتِيَارَاتِ الفِقْهِيَّةِ ) للبَعْلِيِّ رَحِمَهُ الله (233) :
( ومَا ألَهْىَ، وشَغَلَ عَنْ مَا أمَرَ الله بِهِ فَهُوَ مَنْهِيٌّ عَنْه، وإنْ لَمْ يَحْرُمْ جِنْسُه، كالبَيْعِ، والتَّجَارَةِ، و أمَّا سَائِرُ ما يَتَلَهَّى بِه البَطَّالُوْنَ مِنْ أنْوَاعِ اللَّهْوِ، وسَائِرِ ضُرُوْبِ اللَّعِبِ، مِمَّا لا يُسْتَعَانُ بِه على حَقٍّ شَرْعِيٍّ؛ فَكُلُّهُ حَرَامٌ ).
و أما عن ذلك اللاعب المحترف-زعموا-، إن سألك الله غداً عن عملك ومالك من أين إكتسبته يا فلان فما سيكون الرد – لاعب كرة ؟ - .
المشكلة فى وقتك أخي المسلم ، فى ولاءك الذي تصرفه الى غير محله ، فى رضاءك و إقرارك بما حرم الله من ميسر وزنا وخلاعة ورزيلة و بلية و إهدار لأموال المسلمين.
واما ما قيل ان بعض السلف كانوا يلعبونها ، فهو من كلام الحق الذي أريد به باطل ، أولا من باب التعريف العام لكلمة السلف فتلك اللعبة لم تكن معلومة عند أصحاب رسول الله ولا تابعيهم ، ثانيا من ناحية التعريف باللعبة نفسها، فهي كما جاء فى الموسوعة العربية مختصرا (الصولجان والكرة أو الجوكان أو البولو polo وبالعربية «الجَحْفَة» فتسميات مختلفة تطلق على لعبة من ألعاب الكرات يمارسها اللاعبون من على صهوات الجياد، وهي أقدم رياضات الفروسية).
يوضح ذلك فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى، باب السبق قال : (ولعب الكرة إذا كان قصد صاحبه المنفعة للخيل والرجال بحيث يستعان بها على الكر والفر والدخول والخروج ونحوه في الجهاد وغرض الاستعانة على الجهاد الذي أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم فهو حسن. وإن كان في ذلك مضرة بالخيل أو الرجال فإنه ينهى عنه) . أ.هـ.
وليعلم انه لا يجوز إعطاء الجُعل كالجوائز المالية و الهداية العينية كالكؤوس والاموال إلا فى السبق الذي أباحه لنا الله وبينه رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: (لا سبق إلا في خفٍ أو حافرٍ أو نصلٍ) صححه الشيخ الالباني رحمه الله فى صحيح ابي داود ، و المئذونات التي وردت فى الحديث كلها من باب التحريض و التهيئة للجهاد وتقوية لشوكة الأُمة ، لا كما يكتسبه الناس من مياعة ورعونة من تلك الكرة الملعونة.
20-                  مكاتب الموظَّفين و الموظَّفات فى الوزارات و الشركات.
قلت (حسن):
أعجب كثيرا ممن ينكر هذا، مزاح واختلاط ، وعدم إرتداء لا أقول للحجاب الشرعي بل يصل أحيانا الى عدم إرتداء حجاب أو قل إن شئت –جادا- عدم ارتداء ملابس أصلا، فهنَّ كما جاء فيهن الخبر الصحيح ( كاسيات عاريات )، قال صلى الله عليه وسلم : ( فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، ولا يحملنّ أحدَكم استبطاءُ الرزق أن يطلبه بمعصية الله ، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته ) رواه أبو نعيم في الحلية ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم: 2085.

ولإخواني الطيبين الذين يترحمون على ابو بكر و عمر رضى الله عنهما وعن الصحب أجمعين، وعلى فتوحاتهم وقوتهم فى الحق، أذكرهم بأثر ابن عمر رضى الله عنهما عند أبى داود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ("لو تركنا هذا الباب - أي: باب من أبواب مسجده – للنساء"، قال نافع: فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات) قال الألباني: صحيح على شرط الشيخين.

المتابعون