بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 20 أبريل 2014

تهنئة أهل الكتاب بأعيادهم


أُعيد نشر تلك المدونة ، تذكرة للمؤمنين بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و على آله وصحبه وسلم ، وبراءَةً ممن حادَّ الله وشاقق الرسول
نُشرت أول مرة منذ اكثر من عامين ، قلت فيها :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا :
            بالنسبة لموضوع الفتوى ، فقد كنت أرسلت الى أحد الإخوة حفظ الله الجميع بتلك الإجابة
            وأرجوا أن ينفع الله بها :

أخي حفظك الله...
اولا اعتذر عن تأخري فى الرد ولكن والله لم أفتح البريد الا منذ قليل .
وإجمالا فأن هذا الأمر غير جائز ، وتفصيلا أقول :
لا يخفى عليك سماحة الدين ويسره وحسن تعامله مع أهل الذِّمة طوال الخمسة عشر قرنا السابقين.
ولكن بسبب السياسة ، وضعف التقوى وقلة الزاد لكثير من أدعياء العلم.
كان من نتيجة ذلك حدوث ذلك الهوان وتلك المذلة ، التى أدت الى تخلينا عن تلك الثوابت الدينية الراسخة فى سبيل إرضاء الآخرين يقول الله تعالى : " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير" سورة البقرة:120.
فأنا يا أخي اذكرك بأمر يجهله الناس أو إن شئت فقل أنهم يتغاضون عن فهمه ، الا وهو ( ان الدين مقدس ثابت لا تغير فيه ، أما السياسة فمتغيره حسب المصالح ).
واليهود كانوا يجاورون النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، ولم يُنقل لنا أنه هنأهم بأعيادهم مع أهمية هذا الأمر لأنه من أصل المعتقد ، وكذلك كان حاله مع النصاري .
وكذلك لم يُنقل عن أصحابه من بعده فعل مثل هذا الأمر.
أضف الى هذا أن معظم تلك الأعياد تخالف المعتقد الصحيح الذي ختم الله به رسالاته ، بمحمد صلى الله عليه وسلم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " قال الله : كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك ، وشتمني ولم يكن له ذلك ، فأما تكذيبه إياي فقوله : لن يعيدني كما بدأني ، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته ، وأما شتمه إياي فقوله : اتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد ، لم ألد ولم أولد ، ولم يكن لي كفأ أحد " و الحديث عند البخاري فى صحيحه رحمه الله.
وعن عمر بن الخطاب الخليفة الراشد رضي الله عنه :قال   " إياكم ورطانة الأعاجم، وأن تدخلوا على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم فإن السخطة تتنزل عليم " . رواه أبو الشيخ الأصبهاني والبيهقي بإسناد صحيح.
وروى البيهقي أيضاً عن عمر رضي الله عنه : " إجتنبوا أعداء الله في عيدهم " .
والاجماع على عدم جواز فعل هذا الامرمعروف و مشهور.
أما عن الرأي ، فالعقل الصحيح يأبى ألا دعوة هؤلاء القوم لترك دينهم الى دين الله الحق ، الإسلام ، كما جاء
على لسان ربعي بن عامر " إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، ومن ضيق الدنيا
إلى سعتها ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ......." والاثر مع شهرته الا ان فى سنده مقال .
لا أن نوافقهم ونجالسهم ونقرهم على ما هم عليه من أباطيل وتحريفات.
وهذا كله لا ينافى أبدا بحال من الاحوال ، وجوب البر وحسن المعاشرة .
ثانيا :
            بالنسبة لفتوى الشيخ القرضاوي والتي فيها (.......أن الفقهاء المسلمين جميعا قالوا: إن أهل الذمة من أهل دار الإسلام، ومعنى ذلك بالتعبير الحديث أنهم: (مواطنون)، فلماذا لا نتنازل عن هذه الكلمة (أهل الذمة) التي تسوءهم، ونقول: هم (مواطنون)، في حين أن سيدنا عمر رضي الله عنه تنازل عما هو أهم من كلمة الذمة؟! تنازل عن كلمة (الجزية) المذكورة في القرآن، حينما جاءه عرب بني تغلب، وقالوا له: نحن قوم عرب نأنف من كلمة الجزية، فخذ منا ما تأخذ باسم الصدقة ولو مضاعفة، فنحن مستعدون لذلك. فتردد عمر في البداية. ثم قال له أصحابه: هؤلاء قوم ذوو بأس، ولو تركناهم لالتحقوا بالروم، وكانوا ضررًا علينا، فقبل منهم.......).
اقول ان أثر عمر رضى الله وعن الصحابة أجمعين ، فى متنه مجاهيل وهذا فى علم الحديث ( الجرح و التعديل ) يعني على الاقل ضعفه.
ولكن مع هذا أقول قولة لله ، فإن هذا الأثر عليه العمل عند أكثر أهل العلم.
ولكن مرة ثانية ، و ليس بفقه الشيخ القرضاوي غفر الله له.
أقول ، يوضح ذلك الرواية الثانية لهذا الأثر :
أن أحدهم سأل عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، وكلمه في نصارى بني تغلب، وكان عمر رضي الله عنه قد هم أن يأخذ منهم الجزية. فتفرقوا في البلاد. فقال النعمان ( وهو السائل ) لعمر: يا أمير المؤمنين، إن بني تغلب قوم عرب، يأنفون من الجزية، وليست لهم أموال، إنما هم أصحاب حروث ومواشٍ، ولهم نكاية في العدو، فلا تعن عدوك عليك بهم. (وهنا ولا شك مصلحة عظيمة للمسلمين) فصالحهم عمر رضي الله عنه أن أضعف عليهم الصدقة (وهنا ولا شك مع أخذه للمصلحة السابقة ، إثبات لقوة الدين وثبوت أحكامة الشرعية) ، واشترط عليهم ألا يُنَّصِّروا أولادهم ( أُنظر الى ذلك الشرط لتعلم كيف ولما ، أعزَّ الله عمر رضى الله عنه و أرضاه ، وهو الفرق العظيم بيننا و بينهم ).
قال مغيرة: فحدثت أن علياً رضى الله عنه ( فى خلافته زمن الفتن ) قال: لئن تفرغت لبني تغلب ليكونن لي فيهم رأي: لأقتلن مقاتلتهم ولأسبين ذراريهم، فقد نقضوا العهد، وبرئت منهم الذمة حين نصَّروا أولادهم.
وحدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن زياد ابن حدير: أن عمر رضي اللّه عنه أمره أن يأخذ من نصارى بني تغلب العُشر، ومن نصارى أهل الكتاب نصف العشر.
لذا  ، وغيره ، أقول أن الشيخ القرضاوي غفر الله له ، يرجح خلاف الراجح بل و المرجوح ، ويري ما لا يراه علماء أهل السنة قديما وحديثا.
انتهت التذكرة و أضيف عليها اليوم فأقول:
كل  من باع دينه من الحكام و رجال السلطة و المسئولين و الدعاة ، بعرض من أعراض الدنيا ، زائل لا محالة ، هو وعَرَضُه .
وصل اللهم وسلم على محمد و آله وصحبه ، تسليما كثيرا.

المتابعون