بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 10 نوفمبر 2016

ذيلٌ على ورقة، تحريم النقاش بين الجنسين عبر وسائل الفساد الإجتماعي ولو كتابة، لغير ضرورة شرعية يقرها الشرع الحنيف

بسم الله والحمد لله وحده، والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده، فعلى عجالة وتوضيحا لبعض الإستفسارات من بعض الاخوة الكرام.
أقول:
أولا، نعم أحيانا أريد توجيه النصح لبعض المقربين ولا أجد وسيلة أفضل من تلك وهي عندي من باب "ما بالُ أقوامٌ يفعلونَ([1]) كذا وكذا".

ثانياً، بسبب سوء فهم الكلام وعدم وضعه فى موضعه الصحيح وتقبل نصح الناصحين المحبين ، أمتنع عن نشر كثير من الوريقات، ولو أحسن القارئ الظن بي لعلم مقدار حرصي عليه وحبي له ، ولما تكلف والله فى الرد، ولقام من ساعتها بإصلاح ما أشرت إليه بفساده ولو كان هذا من باب مرضاتي فى الله.

ثالثاً، أنا ما رأيت شاباً "ذَّكَرَاً" يسأل فتاة، إلاَّ في أمور الحب و العشق والزواج، فما علاقة ذلك بإستدلالك (فإذا سألتموهن متاعاً) ؟؟؟ الآية.
وعموماً أخي الحبيب أنا لا أقبل من زوجتي أو إبنتي أو إحدي محارمي أن تكون شيخة فقيهة تجيب على أسألة الرجال ولو من وراء حجاب ، ولو من خلال الهاتف، فلعلي قد أرحتك بهذا فاسترح.
وغيرتي على جميع نساء المسلمين، بخاصة منهن الطائعات مثل غيرتي على محارمي ، فلا أرضى لهن ما لا أرضاه لمحارمي.

رابعاً: تم نشر الورقة منذ يومين وذلك واضح من المدونة، وتمت كتابتها منذ أكثر من شهر تقريبا.

خامسا وأخيراً: تصلك نسخة من تلك الوريقة، وترفع نسخة للجميع إلى المدونة.

والله من وارء القصد





[1]  المشهور في الحديث لفظة "يقولون" عند أبي داود وغيره ولفظة يفعلون بحاجة الى تحقيق والله أعلم فلزم التنبيه.

الأربعاء، 9 نوفمبر 2016

تحريم النقاش بين الجنسين عبر وسائل الفساد الإجتماعي ولو كتابة، لغير ضرورة شرعية يقرها الشرع الحنيف

بسم الله والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الْأَطْهَارِ وَالصَّحْبِ الكرام ، والصلاة موصولة إلى التابعين([1]) لهم حتى لا يُقَال على الأرض الله الله.
وبعد.
يوم السبت،10 رمضان 1436 هجرياً الموافق 27 يونيو 2015 ، كنت قد عَرَّضْتُ بكلمات تخص موضوع تهاون الجنسين "النساء خصوصاً"، فى الحوارات والنقاشات على مواقع الفساد المنتشرة على الإنترنت بإختلاف مُسمياتها ومواردها، و أردت صراحة أن يصل كلامي هذا "للقريب الخاص" قبل البعيد، من رأيي بعدم جواز فعل ذلك شرعاً.
ولكن كثيراً ما تأتي الرياح "فى الظاهر" بما لا تشتهي السفن.
وكان مما قلت:
"إنْ كنا لا نرضى عن كثيرٍ من مُدَّعِيات الحجاب، بل لا اُّبالغ إن قلتُ مُدَّعِياتِ النِّقاب–نقاب الفتنة – فتلك خَرَّاجة ولاَّجة وتلك تصاحب الشباب وتلك لا ترى حرج فى الضحك مع زملائها بإعتبارهم كإخوانها الذكور و الأُخرى لا ترى مانع فى الحديث عبر الفيس بوك – لعنه الله- ومواقع الفساد الإجتماعي مع كل مَنْ هبَّ ودبَّ أو مع زملائها الذكور فى الجامعة، بل تقولها صراحة بجهلٍ مركبٍ أنها لاتغلق الباب في وجه أحد-ذلك الـ "أحد"يسمونه في الفيس بوك وغيره "صديق"- والأخري تعتبر نفسها مثقفة "أعاذنا الله من المثقفات" فإن فِكْرَهُنَّ يعلوا فوق الفكر "الشرع" الإسلامي "الرجعي"، وأُخرى وأُخرى وكلهن يدعين الإسلام".
وذكرت هناك أيضاً أن:
"الحياء قَرَنَهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإيمان، وليس من الحياء أن تتحدث المسلمة مع كل مَنْ هبَّ ودبَّ على مواقع الفساد الإجتماعي-كالفيس بوك-، فهي هنا كمسلمة تساوت فى ذلك الخلق الذميم مع المرأة الغربية الكافرة.
وليس من الحياء أن تضع صورتها ولو كانت منتقبة على تلك المواقع فأين هي تلك العلاَّمة المثقفة من قاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، بل أين هي "ذرة الخردل"من مصلحة عرض وجهها بالنقاب ويفتتن الشباب بعينيها وربما لو عرضت كل الوجه ما افتتن بها أحد، إنما هو الهوى الذي يُعمي ويُصم.
أين هي ونساء المسلمين من قوله صلى الله عليه و سلم: "المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان". قال لها ما أجملك وما أبهاك، أي زينها في عين نفسها فتتزين لتحلوا في أعين الناس، وبهذا تقع هي أولا في حبائل الشيطان فتُوقِعُ بعد ذلك ضعاف النفوس من أتباع إبليس، أو تقياً لَبَّسَ عليه الشيطان عشق تلك الصورة، وعليها هي تضاعف الأوزار.
بل وستظهر بعدها من الصالحات-زعموا- من لا ترى بأَساً بإظهار الكحل في العيون وغيرها من أنواع الزينة الخاصة بالزوج على صفحات تلك المواقع، ولا أُبالغ إن قلت أنها ستكون إبنة تلك الفتاة التي فتحت ذلك الباب الخبيث.
فانظري أَيَّ الْمَرْأَتَيْنِ أنت؟
آلَّتي سَنَّتْ في الإسلام سُّنَّة حسنة فكان لها اجرها وأجر من عمل بها، أم الأخرى، يقول الله عزَّ وجلَّ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ)، ويقول سبحانه: (واللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا).
فيا من لا أرضى لها إلاَّ الخير، الكلام مهما كان صدق لهجته ووضوح رؤيته ورقة وعذوبة مخارجه، إن لم يجد قلبا سليماً يستقبله فلا قيمة له.
ومهما حصَّلنا من أدلة شرعية، إن لم تجد قلباً سليماً يستقبلها فلا نتيجة من تحصيلها.
ألا يكفيكي أني بينت من قبل قاعدة :سـدّ الذرائع
والتي بها يقول العلماء: لا يجوز الإتيانُ بفعل يكون وسيلة إلى حرام وإن كان جائزًا
ومنها قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ الأنعام: 108 ومنها علي سبيل المثال أيضا نهي المسلمة عن السفر بغير محرم ، كي لا يطمع فيها فاسق.
وقاعدة :درء المفاسد – إذا كانت مكافئة للمصالح أو أعظم – مُقدّم على جلب المصالح .
وقاعدة : ما أَفضى إلى مُحرَّمٍ فهو مُحرَّمٌ.
وبعد هذا وغيره، هل يقبل رجلٌ صاحب خلق قويم أن تحادث زوجته أو إبنته أو إحدي محارمه ، أجانب ولو كتابة، مثل ما يفعل الفُسَّاق المتكلمين فى الحب و الأدب زعموا.
والله لا أرضاه أنا، والذي آراه أنَّ كل تلك الأماكن مواطن للفتن، مواطن لأبالسة الأنس قبل الجن.
الذين يستدلون بكلام الله، بالقرآن ، على صحة فساد عملهم.
فيا من لا أرضى لها إلاَّ الخير، إِنْئِي بنفسك عن تلك الشهوات، لا تخضعي بالفعل أو القول فيطمع فيك مريض ويزهد فيك "صاحبٌ وخليل".
يا من لا أرضى لها إلاَّ الخير:
أَمَا تَرَى الْبَحْرَ تَعْلُو فَوْقَهُ              جِيَفٌ وَتَسْتَقِرُّ بأقْصى قَاعِهِ الدُّرَرُ
وَفِي السَّماءِ نُجُومٌ لا عِدَادَ لَهَا            وَلَيْسَ يُكْسَفُ إلاَّ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ([2])
يا من لا أرضى لها إلاَّ الخير:
تعلمين أن الله من وراء القصد محيط، محيط بحرص المصلحين، ومحيط بخبر المفسدين أصحاب الكلام المعسول، المثقف و المثقفة، وبخاصة منهم أدعياء الإلتزام، لعظم فتنتهم بين الجهال من الناس.
وأنا ما قصدت إلاَّ (........الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ ........) وتالله ما أردت بذلك هَمْزَاً ولا لَمْزَاً ولا غَمْزَاً ولا نَبْزَاً، و الله من وراء القصد.
وَ صَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ
وَأَصْحَابِهِ وَأَزْوَاجِهِ تَسْلِيماً كَثِيراً
وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ




[1] - عن الْمُغِيرَةِ، قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لَنْ يَزَالَ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ". متفق عليه، وهذا هو أصل الحديث وله رويات كثيرة أرى انه من الواجب على طلبة العلم جمعها وربطها و النظر فى تأويل السلف لها، حتى لا يقعون فى تاويلات المعاصرين الباطلة.
[2] - يقال أنه من شعر الشافعي رحمه الله.

المتابعون