بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 21 فبراير 2012

رسالة الختان

قال الله تعالى:
" وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا " النساء 27
بسم الله ، و الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله وصحبه ومن تبع هداه و بعد .
فتلك رسالة الختان للشيخ جاد الحق على جاد الحق رحمه الله تعالى وغفر له ، و الشيخ كان إماما وشيخا لجامع الأزهر ، وقت انعقاد مؤتمر السكان العالمي بالقاهرة سنة 1415هـ الموافق 1994م .
رأيت من الفائدة ، إعادة طرح هذه الفتوى .
علما أني إجمالا أقول بمشروعية ختان الأُنثى ، وثبوت ذلك عن خير الناس ، قرن محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، و تفصيل ذلك تجده فى محله من الرسالة الموقرة.
وعملي في هذه الفتوى ، لا يتعدي قَدْرِي.
فلم أزد عليه شيئا سوي بعض التعليقات التي أرجو الله أن توافق مرضاته ،
كما اوضحت ذلك فى مقدمة الرسالة.
وقد تعمدت طباعة نص الفتوى ، على هيئتها كما نشرتها مجلة الأزهر، عدد شهر جمادى الأولى سنة 1415 من الهجرة ، و التي نشرتها المجلة فى ذلك الوقت عمداً ، للسبب المشار اليه فى مقدمة رئيس تحريرها الموقر الدكتور/ علي أحمد الخطيب رئيس تحرير مجلة الأزهر - سابقاً-.
تجد الرسالة إن شاء الله فى تلك الروابط:
رابط أول
رابط ثان
رابط ثالث

سجود الشكر


كذب حديث " ان العبد اذا صلى ثم سجد سجدة الشكر فتح الرب تعالى الحجاب بين العبد وبين الملائكة فيقول: يا ملائكتي انظروا الى عبدي أدى فريضتي وأتم عهدي ثم سجد لي شكرا على ما أنعمت به عليه ياملائكتي ماذا له ؟ فتقول الملائكة:ياربنا رحمتك .
ثم يقول الرب تعالى :ثم ماذا له؟
فتقول الملائكة:يا ربنا جنتك
فيقول الرب تعالى :ثم ماذا؟
فتقول الملائكة :ياربنا كفاه ماهمه
فيقول الرب تعالى :ثم ماذا؟
فلا يبقى شيء من الخير الا قالته الملائكة
فيقول الله تعالى:ياملائكتي ثم ماذا؟
فتقول الملائكة ياربنا لا علم لنا
فيقول الله تعالى :لأشكرنه كما شكرني وأقبل إليه بفضلي وأريه رحمتي"
ارسل إلى أحد الإخوة رسالة بريدية تحتوى على هذا الحديث و كالعادة ، الرسالة مليئة بالأحكام التي لا تمت الى التشريع و الفقه بصلة ، و فى آخرها " إنشرها لتأجر"
فأقول و بالله التوفيق
إن هذا الحديث موضوع
بل وبسببه يقع الناس فى بدعة عظيمة من بدع العبادة
ألا وهي السجدة أو السجدتين عقب الصلاة المفروضة أو النافلة "بعد التسليم مباشرة"
أما عن سجدة الشكر فهي سجدة واحدة ثابتة فى حديث أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه عند أبي داود رحمه الله عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَنَّهُ كَانَ إِذَا جَاءَهُ أَمْرُ سُرُورٍ أَوْ بُشِّرَ بِهِ خَرَّ سَاجِدًا شَاكِرًا لِلَّهِ) وصححه الشيخ الألباني في " صحيح أبي داود ".
وعند البخاري و مسلم رحمهما الله
فى خبر توبة الله على كعب رضى الله عنه : أن كعب بن مالك رضي الله عنه سجد حين جاءه خبر توبة الله عليه .
وعليه فليعلم أنه لا يُشرع سجود الشكر بعد الصلاة .
وإنما يُشرع عند تجدد نعمة ، أو حصول ما يُسَرّ الإنسان به .
والله أعلى و أعلم............

السبت، 18 فبراير 2012

10- أحداث الجزائر


مُسْتَلٌ من رسالة تَذْكِرَةُ الإِخْوَانِ وَ الخِلاَّنْ ِبما حَدَثَ في الجَزائِرِ من فَوضَى وعُدْوَانٍ ( موقفي من الثورات و المظاهرات ) .
والتي أكتفى الى الآن بطرح بعض فصولها ، و الإعراض عن البعض خاصة ما فيه نقد لموقف الدعاة فى مصر - بأسمائهم - من الأحداث الجارية . 

أحداث الجزائر

ففى أكتوبر1988  في اليوم الخامس من صفر 1409 هجرياً حدثت مظاهراتٌ ، و إضرابات طلابية ( الجامعة المركزية بالجزائر العاصمة ) ، وعمالية لها نفس شكل المظاهرات التي حدثت وما زالت مستمرة فى مصر الى يومنا هذا.
وممن كان له دورُ و نصيبٌ كبيرٌ في هذه المظاهرات علي بن حاج)[1]( –سيأتي ذكره- .
بعدها حاولت الحكومة الجزائرية وكان يحكم البلد آنذاك الرئيس الشاذلي بن جديد من تحقيق مطالب المتظاهرين و التي كان من بينها حرية التعبير وإنشاء الأحزاب السياسية.
وفي مارس 1989 قام عباسي مدني)[2]( وعلي بن حاج)[3]( بتأسيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ وذلك كما أشرت آنفا ، بعد التعديلات الدستورية التي قام بها رئيس دولة الجزائر والتي كان من بينها إدخال التعددية الحزبية.
أي أن الحكومة قد إستجابت فى ذلك الوقت لكثير من مطالب المتظاهرين- فلنتذكر ذلك-.
في يونيو 1991 تم إعتقال عباسي مدني و علي بن حاج لأسباب كثيرة ومشاكل متفاقمة بينهما وبين الحكومة ، علماً بأن المبرر الرئيسى للحكومة وقتئذ هو دعوة الجبهة الإسلامية للإنقاذ إلى الإضراب العام فى الجزائر – العصيان المدني- وهو الأمر الذي رفضه الرئيس الشاذلي بن جديد.
فى ديسمبر 1991 حصول الجبهة الإسلامية للإنقاذ على أغلبية ساحقة من المقاعد في إنتخابات المجلس التشريعي فى الجزائر.
في يناير 1992 الجيش يجبر الرئيس الشاذلي بن جديد على تقديم إستقالته لرفضهم فكرة وصول الجبهة الإسلامية للإنقاذ لحكم البلاد .
منذ ذلك التاريخ أي 1992 الى سنة 1999 تقريبا و الجزائر فى فوضى وتخريب وقتل "حتى قيل انه لا يُعرف مَنْ يقتُلُ مَنْ "، وأحداث يصعب بشدة إختصارها فى أسطر معدودات.


بعض النُّكت حول أحداث الجزائر:-

1-  لم يكتف الجزائريون بالجبهة الإسلامية للإنقاذ كواجهة إسلامية موحدة للعمل السياسي ، ولكن وبسبب كثرة الأفكار، و إختلاف المناهج ظهرت على الساحة فرق أخري مثل جماعة التكفير والهجرة)[4]( ، الحركة (الجماعة) الإسلامية المسلحة ، والجبهة الإسلامية للجهاد المسلح .
2-  الجيش الجزائري لم تثر ثائرته ، بعد إكتساح الجبهة الإسلامية للإنقاذ للإنتخابات التشريعية ، إلا بسبب الخطب الثورية من بعض مشايخ الدعوة المنتسبين للجبهة الاسلامية وعدم إدراكهم لعمق و خطورة تلك المرحلة ، فى المقابل منه تماماً تمكن العَلمانين وغيرهم من إستغلال تلك الخطب النارية فى دفع الجيش للتدخل وتخويفة من تمكن الجبهة من البلاد ، الأمر الذي أدّي كما قيل لتدخل قادة الجيش فى إلغاء تلك الانتخابات .
3-   محاولة جمع الحركات و الفرق المختلفة على منهج واحد بائت كلها بالفشل، وذلك لإختلاف مناهج و معايير زعماء تلك الفرق فى فهم الكتاب و السنة وإتِّباعهم لأهوائهم الضالة.
4-  التفاوت المنهجي و التربوي بين الأفراد أنفسهم وليس قادتهم فحسب ، وقد زادت مساحته بعد دخول جماعات مقاتلة من دولة ليبيا المجاورة للجزائر.
5-  ذلك التحزُّب فتح الباب على مصرعيه لدخول الروافض الى الجزائر - بعد أن لم يكن لهم وجود ولا ذكر – وذلك بسبب طغيان العمل السياسي القبيح على تعلم العقيدة و التوحيد ، حتى أن علي بن حاج وقتها وصف الخُميني " بصاحب اللحية البيضاء" توقيراً له.
6-  بسبب التنفير من العلماء الذي كان يبُثُّه بعض الدعاة فى تلك الفترة – من أمثال علي بن حاج – ظهرت فُرقَةٌ بين السّلفيين أنفسهم داخل الجزائر ، فانقسموا الى فرقتين ، سلفية علمية و سلفية حركية.


)[1]( ولا يعلم احد أسباب خروجه من السجن ، ودواعي الإفراج عنه قبل إنتهاء مدة سجنه "قبل قيام المظاهرات مباشرة" وذلك علما بأن السنوات التي سبقت تلك المظاهرات قيل عنها انها من ءأمن السنوات التي مرت بها الجزائر و أفضلها من الناحية الدعوية حتى سُمِّيت تلك الفترة بالمرحلة الذهبية للدعوة .
كان ذلك قبل تأسيس جبهة الانقاذ الاسلامية ، وقت ان كان على بلحاج فى السجن الأول له.
)[2]( من غلاة الإخوان المسلمين بالجزائر، يسمون حزبهم بالجَزْأَرة ، نسبة الى الجزائر ]مدارك النَّظر[ .
)[3]( طلب منه اتباعه الاتصال بأهل العلم وقت تلك الاحداث ليستفيد منهم ولم يستجب لهم , ولما إجتمع الشيخ الألباني رحمه الله بعلي بن حاج لم يستفد الأخير منه شيئاً "راجع شريطي رقم (1/475)و(1/476) من سلسلة الهدى و النور" ]مدارك النَّظر[ .
)[4](وقد إدَّعوا وقتها أنها خِرِّيجة السَّلفية وأهل الأثر ، كما يدَّعي الان وَيُشَّنِع البعض على السَّلفيين بالباطل﴿ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ﴾.
 

الأحد، 12 فبراير 2012

9- هل في الإسلام ثوابت ومتغيرات


مُسْتَلٌ من رسالة تَذْكِرَةُ الإِخْوَانِ وَ الخِلاَّنْ ِبما حَدَثَ في الجَزائِرِ من فَوضَى وعُدْوَانٍ (موقفي من الثورات و المظاهرات) .

هل في الإسلام ثوابت ومتغيرات

قال تعالى : (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) الأنعام: 38 ، وإن كان معلوما عندي أن التآويل العام للآية الكريمة المقصود بها هو اللوح المحفوظ ، فلا شك عندي أيضا دخول القرآن الكريم الذي بأيدينا الآن تحت مضمون الآية ، خاصة  ــ منه ــ آيات الأحكام  و الامور التشريعية .
قال سبحانه وتعالى : ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ) النحل: 89
وقال سبحانه وتعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً) المائدة: 3 ، فلا وحي ينزل على أحدٍ بعد النبي محمدٍ، ولا رسول بعده - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم – .
قال تعالى : ( ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ)  النـحل :  44 ، والذكر هو السُّنَّة ، فمن جمع بين الكتاب و السُّنَّة فقد جمع بين دفتي الشريعة ، جمع بين تلك الثوابت الأصيلة التى لا تتغير و لا تتعدل , لا بتغير الأزمنة و الأمكنة و لا بتغير ألوان الناس و أشكالهم.
إذاً لا يمكن القول بوجود متغيرات أبداً فى شرع الله ، ولكن على الدعاة و طلبة العلم أن لا يخلطوا بين ذلك الأمر ، وبين ما قد يقع فى  المسألة الفقهية الواحدة ، من تغير فى حالها ما بين " حرام – مكروه – مباح " أو بين تأويل للنص الواحد ، مسألة القبض بعد القيام من الركوع مثلا ، فلو تأمل عاقل فى مسألة كتلك ، وجد أنه لا توجد فيهامتغيرات ، لا يوجد فيها سوى تعارض فى فهم النص بين من قال بالقبض وبين من قال بعدم جوازه.
فجميع النصوص الشرعية ثابتة لا تغير فيها ولا إحداث ، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يطرأ عليها تغير ،والنظر والفتوى فى المسائل الشرعية الكبار ، أو ما يسميه العلماء بالنوازل ، فلها أهلها ممن يُماثِلونها في القَدْرِ.
أما أن يجتهد الدعاة وطلبة العلم فى مقابل النصوص قطعية الدلالة والثبوت ، وفى مقابل الإجماع المتواتر بين سلف الأُمَّة ، فلا ولن يُقبل من أحدهم ذلك ، بل كل ذلك مردودٌ عليهم.
بماذا نلتزم
أنلتزم بفقه ورأي أهل زماننا ، الذى يحلوا للبعض تسميته بـ " فقه المرحلة " ، أم نلتزم بما صح به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، تلك الأخبار الصحيحة التي وافقتها عقول الثلاثة قرون الأُولى الفاضلة.
أمْ نقول كما قال أهل الأهواء "هم رجال ونحن رجال" قال تعالى : ( مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا (  الكهف : 5.



المتابعون