بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

1- حصار الحوثيين لإخواننا السلفيين فى دماج


بشري بتحسن أوضاع إخواننا فى مركز دار الحديث في منطقة دماج بمحافظة صعدة باليمن .
جائني الان خبر من إخوة ثقات فى اليمن بانه بفضل من الله تعالى ونصرة منه لعباده، ثم بممد من عنده سبحانه بأكثر من مائة سيارة من أهل السنة باليمن مسلحين ، تم فك الحصار المضروب على المنطقة من قِبل جماعة عبدالملك الحوثي الشيعي لعنة الله عليه وعلى من عاونه وشايعه وناصره و حاببه ، لعنة دائمة الى يوم الدين.
ذلك الحصار المضروب على أهل السنة فى اليمن ، منذ أسابيع ، إخواننا طلبة العلم ، أخواننا بقايا شيخنا مقبل بن هادي الوادعي رحمة الله عليه.
وقع منهم 25 فردا ممن نحسبهم عند الله من الشهداء ، وأكثر من 40 جريح.
ولم يحرك أحد فى مصر ساكناً ، و المؤسف انك لا تجد الان صوتا يعلوا فوق صوت الانتخابات ، ولا شيخ واحد من مشايخ السلفية  أو الإخوانجية ، أو غيرهم من دعاة الديموقراطية.
ولأنى لا أنسى ، إلاَّ ما شاء الله .
أذكر موقف الخوان المسلمين " كما كان يسميهم الشيخ حامد الفقي مؤسس جماعة أنصار السنة المحمدية رحمة الله عليه " من حرب المملكة العربية السعودية للحوثيين لعنهم الله ، فقد دعت جماعة الإخوان المسلمين في مصر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى " وقف القتال فورا ضد المتمردين الحوثيين على الحدود اليمنية السعودية، حقنا للدماء، والسعي الجاد لإصلاح ذات البين بين الفرقاء اليمنيين " قالت فى ندائها للملك حفظه الله و المملكة وسائر بلاد المسلمين "لقد آلم نفوسنا هذا القصف المتبادل، وتلك الدماء المهدرة على الحدود اليمنية السعودية ودخول جيش المملكة ساحة القتال الدائر منذ فترة بين أبناء الشعب اليمنى الشقيق "
فلماذا لا نسمع منهم نداء مثله لحقن دماء إخواننا أهل السنة في إيران.
لماذا لا أسمع منهم نداء منذ أسابيع موجها إلى إيران لكفها عن دعم الحوثيين لعنهم الله ، وكف أذاهم عن أهل السنة السلفيين فى اليمن ، أم أنها فرصة للتشفي من طلبة الشيخ مقبل بن هادي رحمة الله عليه.
أخيرا أُشهد الله أني لا أرضى عن أياً من أدعياء ذلك الزمان ، لا تلك الجماعة ومرشدهم – أيا ما كانت صفته – ولا غيرها من الجماعات و الفرق و الاحزاب على الساحة ، الذين تراضوا بينهم على أداء تلك اللعبة السخيفة الهزلية المسماة بالانتخابات التشريعية ذعموا.

السبت، 12 نوفمبر 2011

6- فصل في وَلايةِ الكافر وتَوليتُهُ

مُسْتَلٌ من رسالة تَذْكِرَةُ الإِخْوَانِ وَ الخِلاَّنْ ِبما حَدَثَ في الجَزائِرِ من فَوضَى وعُدْوَانٍ (موقفي من الثورات و المظاهرات) .
فصل في وَلايةِ الكافر وتَوليتُهُ
وسبب تسمية الفصل ، دفع الخلاف الشكلى فى وقوع تلك الولاية ، سواء كان بطريق مباشر اوبطرق غير مباشرة ، سواء كان بتعين أو بترشيح أو بإنتخاب ، نهي قطعي الدلالة و الثبوت لا تأويل فيه بين الضرورة  أو الاضطرار.
وهنا لا بد أن أوضح أن هذه المسألة من المسائل العظام التي – ومع شديد الأسف – قد خاض فيها البعض ربما نتيجة لترخُص بعض الفقهاء قديماً فيها، وربما رغبة منه في مخالفة من تشدد في تلك المسألة من وجهة نظره ، ولكنه وقع فيما نقول عن مثله " أراد أن يُكَّحِلَ عيناها فأعماها ".
ولكن كما يقال فإن الحقُّ أبلَجُ ، والحق أن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وفهم الصحب الكرام و الآثار الواردة عنهم فى تلك المسألة ، و الإجماع وكذا القياس المعتبر شرعاً والإستدلال الصحيح ، أضف الى ذلك كله قاعدة سد الذرائع - و التي لا يخفانا أن الكافرين أنفسهم يعملون بها في قوانينهم الوضعية-  كل ذلك منفرداً ومجتمعاً ، يأبى ذلك الامر و إليك بعض الأدلة.
أولاً الآيات القرآنية :
(  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ   ) )[1]( آل عمران:118
(  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً  ) النساء:59
(  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) المائدة:51
(  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) المائدة:57
ثانيا الاحاديث النبوية:
عن عُبَادة بن الصَّامت قال: دعانا رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فبايَعناه، فكان فيما أخذَ علينا أنْ بايعَنَا على السَّمع والطاعة في منشَطِنا ومَكرهِنا، وعُسرنا ويُسرنا، وأثَرَةٍ علينا، وأن لا نُنازِع الأمر أهلَه، قال : " إلاَّ أن ترَوْا )[2](  كفرًا بواحًا عندكم من الله فيه برهان "
ثالثاً آثار الصحب الكرام
عن أبي موسى رضي الله عنه قال : قلت لعمر رضي الله عنه : إنَّ لي كاتبا نصرانيا ، قال : مَالَكَ ؟ قاتلك الله ، أما سمعت الله يقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ) ألا إتخذت حنيفا ؟ قال : قلت : يا أمير المؤمنين ، لي كتابته وله دينه ، قال : لا أُكرمهم إذْ أَهانهم الله ، ولا أُعزهم إذْ أَذلهم الله ، ولا أُدْنِيهم إذْ أَقصاهم الله .
صحح إسناده شيخ الإسلام ابن تيمية "اقتضاء الصراط المستقيم" 1/184
رابعاً الاجماع
حكى ذلك الإجماع القاضي عياض ، ابن المنذِر، ابن حَزم و ابن حجَر رحمهم الله .
خامسا القياس
فمن المعلوم أنه لا يجوز تولية الفاسق ، فالكافر من باب أولى – فماذا لو إجتمعا "كافر فاسق"-.
سادسا سد الذرائع
ولا يخفى على أحدٍ كَمْ من المفاسد الكثيرة المترتبة على تلك الولاية العامة ، فهل يظن عاقل أن مثل ذلك الكافر سيسعى لتحصيل المنافع ودرء المفاسد عن الإسلام وأهله .
 وهناك أحكام متفرعة ، مترتبة على الحكم أو القول بجواز تولية الكافر بلاد المسلمين ، لو ذهب المداد لخطها لأُحتيج لاكثر من مجلد والله وحده المستعان وعليه التكلان.
وأمرُ نبيُّ الله يوسف عليه الصلاة و السلام ، الذي ذهب بعض أهل العلم للإستدلال به فى تلك المسألة ، فمُعاكس لمسألتنا.
فهي للإستدلال على جواز تولي المسلم ولاية في بلاد الكفر ، وذلك طبعاً شريطة أن ينتفع بذلك المسلمون ، وان يُمَكَّنَ كما مُكِّنَ لنبيَّ الله يوسف عليه الصلاة في تلك الأرض لا أن يخالف شريعة الله في ولايته تلك.
وذلك كما قيل مثلا ، كأن يتولى بعض المسلمين ولاية محافظة بريطانية أو أمريكية وذلك شريطة أن يُعطى صلاحيات في ذلك المكان تؤهله لجلب المصالح و درء المفاسد عن المسلمين فى ذلك المكان.
وكما ترى معي فأن بُعدَ ذلك المثل ، من بُعدِ ولاية الكافر بلاد المسلمين.
ولعلى هنا اوجه نظر إخواني الى ما يحدث من مثل هؤلاء الحكام ، من أمثال حافظ الأسد وابنه وشيعتهم ، والقذافي وشيعته، وللنظر  الى العراق والتي ليست منا ببعيد ، فلننظر ماذا فعل ذلك الشيعي المسمي "علاوي" مع إخواننا أهل السنة فى بلده ، هل أقام فيهم العدل


)[1]( قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : "ومن مظاهر موالاة الكفار: الاستعانة بهم والثقة بهم وتوليتهم المناصب التي فيها أسرار المسلمين واتخاذهم بطانة ومستشارين... فهذه الآيات الكريمة تشرح دخائل الكفّار وما يكنّونه نحو المسلمين من بغض وما يدبّرونه ضدّهم من مكر وخيانة وما يحبّونه من مضرّة المسلمين وإيصال الأذى إليهم بكلّ وسيلة، وأنهم يستغلّون ثقة المسلمين بهم فيخطّطون للإضرار بهم والنيل منهم.
)[2](أي طرأ عليه ما يخرجه من الاسلام – بشروط وقواعد أهل العلم يرجع اليها فى محلها – وهنا محل الشاهد وهو أننا ( لا أن نبايع إبتداءً رجلا كافراً) ، فكيف يتصور أن يتولى كافر فاسق ولاية أمر المسلمين ، و يقيم شرع الله فيهم ويجاهد بهم و معهم فى سبيل الله - أعداء الله - .

5- فصل في وَلايةِ المرأة وتَوليتُهَا

مُسْتَلٌ من رسالة تَذْكِرَةُ الإِخْوَانِ وَ الخِلاَّنْ ِبما حَدَثَ في الجَزائِرِ من فَوضَى وعُدْوَانٍ (موقفي من الثورات و المظاهرات) . 
فصل في وَلايةِ المرأة وتَوليتُهَا

وسبب تسمية الفصل ، دفع الخلاف الشكلى فى وقوع تلك الولاية ، سواء كان بطريق مباشر اوبطرق غير مباشرة ، سواء كان بتعين أو بترشيح أو بإنتخاب ، نهي قطعي الدلالة و الثبوت لا تأويل فيه بين الضرورة  أو الاضطرار.
روى البخاري – بإسناده - عن أبي بكرة رضي الله عنه قال : لقد نفعني الله بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم - أيام الجمل بعد ما كِدت أن ألْحَق بأصحاب الجمل فأقاتل معهم  ]أي فريق عائشة رضى الله عنها [- قال : لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهل فارس قد ملّكوا عليهم]  أي عَزَمة منهم ولم تُمَلَّك رغما عنهم[  بنت كسرى ، قال : " لن يُفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ".
وابنة كسري تدعى بوران، ولهذه التولية قصة فإن كسرى هذا لعنه الله مات مقتولا ، قتله إبنه وذلك كما قيل ، فى اليوم الذي تجرأ فيه كسرى على تمزيق كتاب رسول صلى الله عليه و آله وصحبه وسلم ، فدعا عليه رسول الله قائلا : " اللهم مزق ملكه " وان كان فى لفظة الدعاء شبهة إرسال و الله أعلم .
كذلك قصة بلقيس ليس فيها إقرار من المشرع سبحانه وتعالى على الرضا بولايتها ، بل كانت تملك قوما مشركين ولما وقع ما حكاه الله لنا فى كتابه بين سليمان عليه الصلاة السلام وبينها ، أسلمت لله رب العالمين ، و تَبِعَتْ سُليمان عليه الصلاة السلام :(قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) و لم يعد لها ملكا ولا سلطانا، بل صارت تحت حُكم سليمان عليه السلام .
وكذلك مثل ما حدث فى الدولة الاسلامية في عهد المماليك عندما تولت "شجرة الدر" وكانت زوجاً لنجم الدين ]الصالح أيوب (1240 –  1249) [ بعدما استولت على السلطة بعد ولده توران شاه الذي تولى بعد أبيه، حيث قتلته "شجرة الدر" او قل ان شئت شاركت فى قتله واستولت على الحكم 648هـ ، لم يكن توليها مقبولاً من العلماء كأمثال العز بن عبد السلام رحمه الله ولا من الخليفة العباسي نفسه فقد اعترض على توليها ، وكتب الخليفة العباسي في وقته كتاباً إلى أهل مصر يعاتبهم على هذا الصنيع، إذ لم يكن سلطانه عليهم كاملاً، لانفراد المماليك بمصر والشام في ذلك الوقت، قائلاً: ( إن كانت الرجال قد عُدِمت عندكم فأعلمونا حتى نُسيِّر إليكم رجلا ).، وقد وصل خطاب الخليفة هذا إلى المماليك بعد أن مضى على تولية "شجرة الدر" ثمانون يوماً، اقتنع أمراء المماليك بخطئهم وقالوا : لا يمكن حفظ البلاد والملك لامرأة.
فأشاروا عليها ، أو لزكائها هي فكرت أن تتزوج كبير المماليك، وهو "الأتابك عز الدين أيبك" التركماني ، وتتنازل له ولو صورياً عن العرش.
وهناك أربع أو خمس حالات أخري غير حالة شجرة الدر ذكرها المؤرخون.
والشاهد ، أن تلك الوقائع من تولية بعض النساء و التي عددن بخمس أو ست ، فى التاريخ الاسلامي أو فى غيرها من الامم ليست حجة على الاسلام و المسلمين ، بل العبرة والعمل بما أجمع عليه المسلمون من عدم جواز ولاية المرأة ، أما ذلك التلفيق والتخليط بين الدين و الواقع فلا يزيد أن يكون تَسَوُلٌ من الشيطان، وبُعدٌ كل البُعد عن الرضا بالله رباً وبالاسلام ديناً وبمحمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم نبيا ورسولا قال تعالى : ( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً ) النساء: 115

4- باب فى تحريم خروج النساء فى المظاهرات

مُسْتَلٌ من رسالة تَذْكِرَةُ الإِخْوَانِ وَ الخِلاَّنْ ِبما حَدَثَ في الجَزائِرِ من فَوضَى وعُدْوَانٍ (موقفي من الثورات و المظاهرات) .
باب فى تحريم خروج النساء فى المظاهرات

ها هو حال كثير من أهل الأهواء ، لا همَّ لهم فى تلك الدنيا ولا تحصيل الا كما قال الله تعالى " وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ" الحديد: 20 .
وإن تعجب فعجب من المنتسبين الى السُّنَّة ، الظَّانين بأنفسهم أنهم أصبحوا أَعلاما لها، نَسوا أو تناسوا قول الله تعالى وأمره لنساء المؤمنين "وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ..." الاحزاب 33 .
شتان بين فهم أصحاب النبي صلوات ربي وتسليماته عليه وفهمهم ، أُنظر معي إلى فقه عمار بن ياسر رضى الله عنه حيث ذكر الحافظ رحمه الله فى الفتح (13/63).
قال أي الحافظ :"وقد أخرج الطبري بسند صحيح،
عن أبي يزيد المديني قال:
قال عمار بن ياسر لعائشة لما فرغوا من الجمل)[1](  :
ما أبعد هذا المسير من العهد الذي عهد اليكم يشير إلى قوله تعالى : " وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ "،
فقالت أبو اليقظان قال : نعم ،
قالت : والله إنك ما علمتُ لقَوّالُّ بالحق.
قال : الحمد لله الذي قضى لي على لسانك ".
فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون.
أَفِقْهِ أصحاب صاحب الرسالة ، صلى الله عليه و آله وصحبه وسلم نقدم ، أم فقه الواقع زعموا، ذلك الذي نراه من إختلاط بين الجنسين ، أم تلك العفة و الكرامة المعهودة عند نساء المؤمنين.


)[1]( وشتان بين الجملين ، فجملنا يحمل فوق ظهره واحدة من فضليات نساء العلمين ، أم للمؤمنين تسعى لدفع الفتنة عن الامة، نزلت بساحة قوم المصيب له فيه أجرين وللمخطئ فيها أجرٌ ، بإذن الله .
وأما جمل عصرنا ، فيحمل فوق ظهره جاهل أو جهول ، نزل بساحة قوم الدنيا مبلغ علمهم ، وجُلَّ همهم.

3- باب في إتباع أصحاب الرسول له


مُسْتَلٌ من رسالة تَذْكِرَةُ الإِخْوَانِ وَ الخِلاَّنْ ِبما حَدَثَ في الجَزائِرِ من فَوضَى وعُدْوَانٍ (موقفي من الثورات و المظاهرات) .
 باب في إتباع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لَهُ
و إنقيادهم و تمسكهم بهديه رضوان الله عليهم أجمعين
أخرج الترمذي وأبو داود وابن ماجه واللفظ لأبى داود قال : حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال :حدثنا ثور بن يزيد ،قال: حدثني خالد بن معدان ،قال حدثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي وحجر بن حجر قالا :أتينا العرباض بن سارية وهو ممن نزل فيه( وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ ) التوبة :92 ، فسلمنا وقلنا أتيناك زائرين وعائدين ومقتبسين فقال العرباض:  صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل يارسول الله ، كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا فقال: " أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيًا ، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة " . صحيح سنن أبي داود للألباني ، كتاب السنة/ باب في لزوم السنة/ حديث رقم : 4607
عن ابي بكر الصديق رضى الله عنه قال : " لست تاركا شيئا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا عملت به ، فإني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ " البخاري و مسلم .
روى إبراهيم بن سعد عن سفيان الثوري عن عبد الملك بن عمير عن هلال مولى)[1]( لربعي عن ربعي عن حذيفة قال : كنا جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " إني لا أدري ما قدر بقائي فيكم فاقتدوا باللذين من بعدي وأشار إلى أبي بكر و عمر , واهتدوا بهدي عمار , وما حدثكم ابن مسعود فصدقوه " .الحديث عند الترمذي (3662) وغيره و قال : هذا حديث حسن وصححه الالباني فى صحيح الترمذي له برقم (3799)
عن ابن مَسْعُودٍ قال : صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم العشاء ثم انصرف فَأَخَذَ بِيَدِي وَخَرَجَ إِلَى الْبَطْحَاءِ ، بَطْحَاءَ مَكَّةَ  فأجلسه ثم خط عليه خطا)[2]( ثم قال : " لا تبرحنَّ خطك ، فإنه سينتهي إليك رجال فلا تكلمهم فإنهم لا يكلمونك".
قال ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أراد ، فبينا أنا جالس في خطي ، إذ أتاني رجالٌ كأنهم الزُّطُّ ؛ أشعارهم وأجسامهم . لا أرى عورة ولا أرى قشرا ، وينتهون إلي ولا يجاوزون الخط ، ثم يصدرون إلى رسول الله ، حتى إذا كان من آخر الليل ، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاءني وأنا جالس فقال :"لقد أراني منذ الليلة" )[3]( . ثم دخل علي في خطي فتوسد فخذي ورقد ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا رقد نَفَخَ ، فبينا أنا قاعد و رسول الله صلى الله عليه وسلم متوسد فخذي ، إذا أنا برجال عليهم ثياب بيض الله أعلم ما بهم من الجمال ، فانتهوا إلي ، فجلس طائفة منهم عند رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وطائفة منهم عند رجليه ، ثم قالوا بينهم:  ما رأينا عبدا قط أوتي مثل ما أوتي هذا النبي صلى الله عليه وسلم ، إن عينيه تنامان وقلبه يقظان ، اضربوا له مثلا ، مثل سيدٍ بنى قصراً ثم جعل مائدة فدعا الناس إلى طعامه وشرابه ، فمن أجابه أكل من طعامه وشرب من شرابه ، ومن لم يجبه عاقبه – أو قال عذبه - . ثم ارتفعوا واستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك ، فقال :" سمعت ما قال هؤلاء . وهل تدري من هم". قلت : الله ورسوله أعلم ، قال :" هم الملائكة ، فتدري ما المثل الذي ضربوه ". قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : " المثل الذي ضربوه : الرحمن بنى الجنة ودعى إليها عبادة ، فمن أجابه دخل الجنة ، ومن لم يجبه عاقبه أو عذبه ".
قال ‏أبو عيسى ‏هذا ‏حديث حسن صحيح غريب ‏من هذا الوجه، وصححه الألباني في صحيح الترمذي برقم : 2861
و قال :  حسن صحيح .
قلت : هذا قليل من كثير فى تعظيم قدر الرسول صلى الله عليه و آله وصحبه وسلم وتوقيره و التجرد الكامل من كل هوى يخالف هديه ، وذلك منهم ظاهراً وباطناً.
رضاً كامل وصادق بحكمه وتشريعه ، تسليمٌ مطلق وإنقيادٌ تامٌ .

)[1]( قال الحافظ فى تقريب التهذيب فى ترجمته:هلال أبو طعمة يأتي في الكنى، هلال مولى ربعي مقبول من السادسة. قلت:  فروايتهُ ترقى إلي درجة الحسن و تتقوى بالشواهد والمتابعات ، فلعل من أجل ذلك صحح الشيخ الالباني رحمه الله الحديث
)[2]( أي خطا مستديرا محيطا به ]تحفة الأحوذي[
)[3]( أي لم أنم ]تحفة الأحوذي[

2- مقدمةٌ عامةٌ فى قَدْرِ العلم و العلماء


مُسْتَلٌ من رسالة تَذْكِرَةُ الإِخْوَانِ وَ الخِلاَّنْ ِبما حَدَثَ في الجَزائِرِ من فَوضَى وعُدْوَانٍ (موقفي من الثورات و المظاهرات)

مقدمةٌ عامةٌ فى قَدْرِ العلم و العلماء
ذكر الحافظ رحمه الله فى الفتح كتاب الفتن باب لا يأتي زمانٌ إلا الذي بعدَهُ شَرٌ منهُ ([1]) ان المراد بحديث الباب هو ما فسره به ابن مسعود رضى الله عنه حيث قال الحافظ رحمه الله :
( ....فأخرج يعقوب بن شيبة من طريق الحارث بن حصيرة عن زيد بن وهب)[2]( قال: " سمعت عبد الله بن مسعود يقول : لا يأتي عليكم يوم إلا وهو شر من اليوم الذي كان قبله حتى تقوم الساعة ، لست أعني رخاء من العيش يُصيبه ولا مالاً يُفيده ولكن لايأتي عليكم يوم وإلا وهو أَقلَّ عِلماً من اليوم الذي مضى قبله ، فإذا ذَهَبَ العلماء استوى الناس فلا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر فعند ذلك يُهْلَكُونَ ([3]) "
ومن طريق أبي  إسحق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود إلى قوله : "شر منه ".قال :
" فأصابتنا سنة خصب فقال ليس ذلك أعني إنما أعني ذهاب العلماء ".
ومن طريق الشعبي عن مسروق عنه قال : " لا يأتي عليكم زمان إلا وهو أَشر مما كان قبله أَمَا إني لا أعني أَميراً خيراً من أَمير، ولاعاماً خيراً من عامٍ ، ولكن علماؤكم وفقهاؤكم يذهبون ([4]) ثم لا تجدون منهم خلفاً ، ويجيء قوم يُفتونَ برأيهم ".
وفي لفظ عنه من هذا الوجه : "وما ذاك بكثرة الأمطار وقلتها ولكن بذهاب العلماء ، ثم يحدث قوم يفتون في الأمور برأيهم فيثلمون الإسلام ويهدمونه " .
وأخرج الدارمي الأول من طريق الشعبي بلفظ :" لست أعني عاما أخصب من عام " والباقي مثله .
وزاد: " وخياركم ". قبل قوله : " وفقهاؤكم " ). )[5](





)[1]( الحديث عند البخاري ، حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الزبير بن عدي قال : أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج فقال: "اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلاَّ والذي بعده أشرُّ منه، حتى تلقوا ربَّكم " سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم.
فمع ما وقع من الحجاج من أمورٍ عظام ، إلاًّ أن تلك الثوابت التي علمها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لأصحابه ورباهم عليها ، كانت لها عظيم الأثر في إجتهاد أنس رضى الله عنه ، فلا خُرُوجٍ على وَالٍ ، ولا خلع ليد الطاعة ،ولا تَسميةٍ للأشياء بغير إسمها " مُظاهراتٍ زَعَمُوا ".
فلا فقه إذن يعلوا أمر الله و أمر رسوله ولو كان " فقه الواقع زَعَمُوا ".
)[2]( من كبار التابعين وهو إمام حُجَّة، قيل انه ارتحل إلى لقاء النبي -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- إبتغاء صحبته ، ولكن رسول الله قُبِضَ وزيدٌ في الطريق فلم يلقاه .
)[3]( ذلك لأن العلماء ، عُصْبَة الله في الارض، يُقيمُ بهم الدين ، فتستقيم بهم الحياة ، فإن خلت منهم الحياة لن يجد الناس من يأخذ بأيديهم الى الحق.
)[4]( اللهم أنزل رحماتك على مشايخنا من أمثال ابن باز ، الألباني ، الشيخ مقبل المحدث اليمنى -الذي قال فيه احد إخواننا انه كان على الحق يقبل و للحق هادى- ، والعثيمين ، وشيخي المربي الفاضل أبوعِلِّيِّينَ رجائي بن محمد .
)[5]( الفتح دار الفكر الطبعة الاولى (13/21) قال الشيخ عبدالملك فى المدارك ص 43 و الاثر صحيح رواه الفسوي فى آخر "المعرفة و التاريخ"(3/393) له، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله"(2/136) وغيرهما.

1- مختصر تَذْكِرَةُ الإِخْوَانِ وَ الخِلاَّنْ ِبما حَدَثَ في الجَزائِرِ من فَوضَى وعُدْوَانٍ

مُسْتَلٌ من مقدمة رسالة تَذْكِرَةُ الإِخْوَانِ وَ الخِلاَّنْ ِبما حَدَثَ في الجَزائِرِ من فَوضَى وعُدْوَانٍ (موقفي من الثورات و المظاهرات).

 إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحـده لا شريك له وأشهد أن محمد عبـده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.

(   ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ) آل عمران: 102
(ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ) النساء: 1
(ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ   ) الأحـزاب: 70-71
أمـا بعــد..
فإن أَصدقَ الحديث كتاب الله، وأحسن الهـدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمـور محـدثاتها وكل محدثة بدعـة، وكل بدعـة ضلالـة، وكل ضلالـة في النـار.
أقول ومن الله ربي أستمد العون و التوفيق و السداد.
فإنه بعد وقوع تلك المظاهرات فى جمهورية مصر العربية وما تلاها من أحداث متسارعة متلاطمة.
وجدت نفسي شبه وحيد بين فرق متعددة المناهج و المذاهب ، و طوائف شتى.
بين حزب يسعى لتطبيق مايوافق منهجه ومصالحه، وفرد شامت و آخر غاضب )[1](، دون النظر الى المصالح و المفاسد المترتبة على ذلك.
وقيادة شعبية متهورة للأُمُور يُشَمُّ منها رائحة خبيثة ، من تلك الروائح التي لا تخرج إلاَّ من اليهود و النصاري الصليبين و أذنابهم.
وكان من نصيب من تَسمَّوا بالإسلاميين أو سمَّاهم غيرهم بذلك حظ وافرٌ كبير من ذلك .
فأردت ان أخرج من صمتي و أُذَّكِرَ إخواني أهل السنة و الجماعة ، الفرقة الناجية ، التي هى على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم و أصحابه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين.
تذكرة سريعة بأحداث وقعت منا قريبة ، زماناً ومكاناً ، فالزمان منذ ما يقرب من عشرون عاماً ، و المكان أرض الجزائر ، هذا البلد المسلم العربي العريق.
وأسأله سبحانه وتعالى ، أن يُؤلِّف بين قلوبنا ويوحد صفنا ، و أن يشرح صدور إخواني لما أقول ، وأن يعلموا أن الحق أحب إلينا من الناس جميعا.

)[1] (وهم عامة الناس (العوام) ، الذين يُكاثِرُ بهم دعاة الفتن ، ويظنون بذلك أنهم على خير ، و العوام قد وقعوا في ذلك بسببين إثنين:
الاول: كثرة المظالم التي تعرضوا لها من قِبَلِ هؤلاء الحكام، ومعظم تلك المظالم التي لهم "ومعهم فيها كثير من الحق " حقوق دنيوية.
والثاني: مع إرتباطه بالسبب الاول فهو أشد منه ، الا وهو الجهل الشرعي بضوابط الكفر ، وحدوده خصوصا ، و الجهل بعلوم الشريعة عموما، أوقعهم في الاستحسان العقلي لمنطق هؤلاء الدعاة أصحاب تلك الفتن.
وكلامي هذا خاص بالعوام مرتبط بهم إرتباط وثيق لا ينفك.

المتابعون