بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 12 نوفمبر 2011

5- فصل في وَلايةِ المرأة وتَوليتُهَا

مُسْتَلٌ من رسالة تَذْكِرَةُ الإِخْوَانِ وَ الخِلاَّنْ ِبما حَدَثَ في الجَزائِرِ من فَوضَى وعُدْوَانٍ (موقفي من الثورات و المظاهرات) . 
فصل في وَلايةِ المرأة وتَوليتُهَا

وسبب تسمية الفصل ، دفع الخلاف الشكلى فى وقوع تلك الولاية ، سواء كان بطريق مباشر اوبطرق غير مباشرة ، سواء كان بتعين أو بترشيح أو بإنتخاب ، نهي قطعي الدلالة و الثبوت لا تأويل فيه بين الضرورة  أو الاضطرار.
روى البخاري – بإسناده - عن أبي بكرة رضي الله عنه قال : لقد نفعني الله بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم - أيام الجمل بعد ما كِدت أن ألْحَق بأصحاب الجمل فأقاتل معهم  ]أي فريق عائشة رضى الله عنها [- قال : لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهل فارس قد ملّكوا عليهم]  أي عَزَمة منهم ولم تُمَلَّك رغما عنهم[  بنت كسرى ، قال : " لن يُفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ".
وابنة كسري تدعى بوران، ولهذه التولية قصة فإن كسرى هذا لعنه الله مات مقتولا ، قتله إبنه وذلك كما قيل ، فى اليوم الذي تجرأ فيه كسرى على تمزيق كتاب رسول صلى الله عليه و آله وصحبه وسلم ، فدعا عليه رسول الله قائلا : " اللهم مزق ملكه " وان كان فى لفظة الدعاء شبهة إرسال و الله أعلم .
كذلك قصة بلقيس ليس فيها إقرار من المشرع سبحانه وتعالى على الرضا بولايتها ، بل كانت تملك قوما مشركين ولما وقع ما حكاه الله لنا فى كتابه بين سليمان عليه الصلاة السلام وبينها ، أسلمت لله رب العالمين ، و تَبِعَتْ سُليمان عليه الصلاة السلام :(قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) و لم يعد لها ملكا ولا سلطانا، بل صارت تحت حُكم سليمان عليه السلام .
وكذلك مثل ما حدث فى الدولة الاسلامية في عهد المماليك عندما تولت "شجرة الدر" وكانت زوجاً لنجم الدين ]الصالح أيوب (1240 –  1249) [ بعدما استولت على السلطة بعد ولده توران شاه الذي تولى بعد أبيه، حيث قتلته "شجرة الدر" او قل ان شئت شاركت فى قتله واستولت على الحكم 648هـ ، لم يكن توليها مقبولاً من العلماء كأمثال العز بن عبد السلام رحمه الله ولا من الخليفة العباسي نفسه فقد اعترض على توليها ، وكتب الخليفة العباسي في وقته كتاباً إلى أهل مصر يعاتبهم على هذا الصنيع، إذ لم يكن سلطانه عليهم كاملاً، لانفراد المماليك بمصر والشام في ذلك الوقت، قائلاً: ( إن كانت الرجال قد عُدِمت عندكم فأعلمونا حتى نُسيِّر إليكم رجلا ).، وقد وصل خطاب الخليفة هذا إلى المماليك بعد أن مضى على تولية "شجرة الدر" ثمانون يوماً، اقتنع أمراء المماليك بخطئهم وقالوا : لا يمكن حفظ البلاد والملك لامرأة.
فأشاروا عليها ، أو لزكائها هي فكرت أن تتزوج كبير المماليك، وهو "الأتابك عز الدين أيبك" التركماني ، وتتنازل له ولو صورياً عن العرش.
وهناك أربع أو خمس حالات أخري غير حالة شجرة الدر ذكرها المؤرخون.
والشاهد ، أن تلك الوقائع من تولية بعض النساء و التي عددن بخمس أو ست ، فى التاريخ الاسلامي أو فى غيرها من الامم ليست حجة على الاسلام و المسلمين ، بل العبرة والعمل بما أجمع عليه المسلمون من عدم جواز ولاية المرأة ، أما ذلك التلفيق والتخليط بين الدين و الواقع فلا يزيد أن يكون تَسَوُلٌ من الشيطان، وبُعدٌ كل البُعد عن الرضا بالله رباً وبالاسلام ديناً وبمحمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم نبيا ورسولا قال تعالى : ( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً ) النساء: 115

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

المتابعون