مُسْتَلٌ
من رسالة تَذْكِرَةُ الإِخْوَانِ وَ الخِلاَّنْ ِبما حَدَثَ في الجَزائِرِ من
فَوضَى وعُدْوَانٍ (موقفي من الثورات و المظاهرات) .
باب في إتباع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لَهُ
و إنقيادهم و تمسكهم بهديه رضوان الله عليهم أجمعين
أخرج الترمذي وأبو داود وابن ماجه واللفظ لأبى داود قال : حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال :حدثنا ثور بن يزيد ،قال: حدثني خالد بن معدان ،قال حدثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي وحجر بن حجر قالا :أتينا العرباض بن سارية وهو ممن نزل فيه( وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ ) التوبة :92 ، فسلمنا وقلنا أتيناك زائرين وعائدين ومقتبسين فقال العرباض: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل يارسول الله ، كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا فقال: " أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيًا ، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة " . صحيح سنن أبي داود للألباني ، كتاب السنة/ باب في لزوم السنة/ حديث رقم : 4607
عن ابي بكر الصديق رضى الله عنه قال : " لست تاركا شيئا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا عملت به ، فإني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ " البخاري و مسلم .
روى إبراهيم بن سعد عن سفيان الثوري عن عبد الملك بن عمير عن هلال مولى)[1]( لربعي عن ربعي عن حذيفة قال : كنا جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " إني لا أدري ما قدر بقائي فيكم فاقتدوا باللذين من بعدي وأشار إلى أبي بكر و عمر , واهتدوا بهدي عمار , وما حدثكم ابن مسعود فصدقوه " .الحديث عند الترمذي (3662) وغيره و قال : هذا حديث حسن وصححه الالباني فى صحيح الترمذي له برقم (3799)
عن ابن مَسْعُودٍ قال : صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم العشاء ثم انصرف فَأَخَذَ بِيَدِي وَخَرَجَ إِلَى الْبَطْحَاءِ ، بَطْحَاءَ مَكَّةَ فأجلسه ثم خط عليه خطا)[2]( ثم قال : " لا تبرحنَّ خطك ، فإنه سينتهي إليك رجال فلا تكلمهم فإنهم لا يكلمونك".
قال ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أراد ، فبينا أنا جالس في خطي ، إذ أتاني رجالٌ كأنهم الزُّطُّ ؛ أشعارهم وأجسامهم . لا أرى عورة ولا أرى قشرا ، وينتهون إلي ولا يجاوزون الخط ، ثم يصدرون إلى رسول الله ، حتى إذا كان من آخر الليل ، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاءني وأنا جالس فقال :"لقد أراني منذ الليلة" )[3]( . ثم دخل علي في خطي فتوسد فخذي ورقد ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا رقد نَفَخَ ، فبينا أنا قاعد و رسول الله صلى الله عليه وسلم متوسد فخذي ، إذا أنا برجال عليهم ثياب بيض الله أعلم ما بهم من الجمال ، فانتهوا إلي ، فجلس طائفة منهم عند رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وطائفة منهم عند رجليه ، ثم قالوا بينهم: ما رأينا عبدا قط أوتي مثل ما أوتي هذا النبي صلى الله عليه وسلم ، إن عينيه تنامان وقلبه يقظان ، اضربوا له مثلا ، مثل سيدٍ بنى قصراً ثم جعل مائدة فدعا الناس إلى طعامه وشرابه ، فمن أجابه أكل من طعامه وشرب من شرابه ، ومن لم يجبه عاقبه – أو قال عذبه - . ثم ارتفعوا واستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك ، فقال :" سمعت ما قال هؤلاء . وهل تدري من هم". قلت : الله ورسوله أعلم ، قال :" هم الملائكة ، فتدري ما المثل الذي ضربوه ". قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : " المثل الذي ضربوه : الرحمن بنى الجنة ودعى إليها عبادة ، فمن أجابه دخل الجنة ، ومن لم يجبه عاقبه أو عذبه ".
و قال : حسن صحيح .
قلت : هذا قليل من كثير فى تعظيم قدر الرسول صلى الله عليه و آله وصحبه وسلم وتوقيره و التجرد الكامل من كل هوى يخالف هديه ، وذلك منهم ظاهراً وباطناً.
رضاً كامل وصادق بحكمه وتشريعه ، تسليمٌ مطلق وإنقيادٌ تامٌ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.