بسم الله والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله الْأَطْهَارِ وَالصَّحْبِ
الكرام ، والصلاة موصولة إلى التابعين([1]) لهم حتى
لا يُقَال
على الأرض الله الله.
وبعد,,,,
فأني لا أُحَرِّمُ أمراً قد أَحَلَّهُ الله لعباده،
ولكن اِعْتِبَارُ الْكَفَاءةِ فى الزواج أمر من الأهمية بحيث لم يجعله الشرع
هَمَلاً، ومن أدق أبواب الكفاءة، الكفاءة فى الدين.
فلا يقال "هكذا" أن المرأة الأجنبية يباح
الزواج منها لأنها من أهل الكتاب ، لا لا لا ، ليس الأمر هكذا "وهذا ليس
مني محاداة لله ولرسوله أعوذ بالله" نحن مَأْمُورُونَ بإنتخاب الزوجة المسلمة
فما بالك بغيرها، ولَسْتُ هنا فى مَحِلِ تفسيرٍ أو حَلّ لِخِلَاَفٍ فِقْهِيٍّ ،
فقط أنا اوضح أننا كمسلمين ملتزمين بكتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم،
ينبغي أن نَتَجَنَّبَ الهوى([2])والاَّ
نتساهل فى أمور تَمَسُّ البيت ثم بعد ذلك تصل تبعاته الى المجتمع المسلم.
إنْ كنَّا لا نرضى عن كثيرٍ من مُدَّعِيات الحجاب، بل لا أُبالغ إن قُلتُ مُدَّعِياتِ النِّقاب–نقاب الفتنة – فتلك خَرَّاجة ولاَّجة وتلك
تصاحب الشباب وتلك لا ترى حرج فى الضحك مع زملائها بإعتبارهم كإخوانها الذكور و
الأُخرى لا ترى مانع فى الحديث عبر الفيس بوك – لعنه الله- ومواقع الفساد
الإجتماعي مع كل من هبَّ ودبَّ أو مع زملائها الذكور فى الجامعة، بل تقولها صراحة
بجهلٍ مركبٍ أنها لاتغلق الباب في وجه أحد-يسمونه في الفيس بوك وغيره "صديق"- والأخري تعتبر نفسها مثقفة "أعاذنا الله من المثقفات"
فإن فِكْرَهُنَّ يعلوا فوق الفكر "الشرع" الإسلامي "الرجعي"،
واخرى واخرى وكلهن يدعين الإسلام.
فَإِنْ كُنْتُ يا أخي الحبيب لا أرضى لك بواحدةٍ من
هؤلاء أَفَأَرْضَى لك
أو لنفسي إمرأة أجنبية.
وبالطبع أنا لا أقصد تلك التى أسلمت وحَسُنَ إسلامها، وبخاصة لو لم تكن حديثة عهد
بالإسلام.
وقد أحسن الشاعر([3]) حين قال:
العُيونُ الزُّرْقُ([4])لا
تُعجِبني ..... إنني أَهَوَى الْعُيُونَ العَسَلِيَّه
يا فَتَاةَ الْغَرْبِ
لَا تَنْدَفِعِي ..... إنني أَهَوَى فَتَاتيِ العربيه
دينُها الإسلام ([5]) قد هَذَّبَهَا ..... وَاِرْتَضَاهَا عَفَّةً فُضْلَى تَقِيّه
صَاغَهَا اللَّهُ عَفَافَاً وَتُقَى ..... وَاِنْتَقَاهَا مِنْ خِيَار البشريه
حُرّةَ([6])النفس منيعاً عِرْضُها([7]) ..... سَمْحَةَ الْأخْلَاقِ مِنْ رِجْس نَقِيَّه
الْوَفَاءُ الْمَحْضُ مِنْ شِيمَتِهَا ..... وَالْحَيَاءُ الْحَقُّ ([8])سِيَّماَهَا الجَلِيّه
رِقَّةٌ فِي حِشْمَةٍ فِي طَاعَةٍ ..... تِلْكَ وَاللَّهِ صِفَاتٌ قُدُسِيَّه
دينُها الإسلام ([5]) قد هَذَّبَهَا ..... وَاِرْتَضَاهَا عَفَّةً فُضْلَى تَقِيّه
صَاغَهَا اللَّهُ عَفَافَاً وَتُقَى ..... وَاِنْتَقَاهَا مِنْ خِيَار البشريه
حُرّةَ([6])النفس منيعاً عِرْضُها([7]) ..... سَمْحَةَ الْأخْلَاقِ مِنْ رِجْس نَقِيَّه
الْوَفَاءُ الْمَحْضُ مِنْ شِيمَتِهَا ..... وَالْحَيَاءُ الْحَقُّ ([8])سِيَّماَهَا الجَلِيّه
رِقَّةٌ فِي حِشْمَةٍ فِي طَاعَةٍ ..... تِلْكَ وَاللَّهِ صِفَاتٌ قُدُسِيَّه
لم تكن لغيري قَبْلي
متعةً ..... لا، ولن تَغْدُوَ لغيري في العشيّه
فكيف بنا نستبدل الذي هو أدني بالذى هو خير.
هذا رأيٌ عامٌ فى المسألة وقد يكون هناك خصوصٌ يقيده،
والله اسأل أن يقيني و المسلمين فتنة النساء.
وُصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَى نَبِينَا مُحَمَّدٍ الَّذِي
كَانَتْ حَياتَهُ كُلَّهَا خَالِصَة لله، بِغَيْرِ رَهْبَنَةٍ وَلَا تَرْكٍ
لِمُتَعِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَوِيَّةِ الَّتِي أَبَاحَهَا اللَّهُ جَلَّ وَعلَا،
وَعَلَى آله الطِّيبَيْنَ و الصَّحْبِ الْمُخْلِصِينَ وَعَلَينَا مَعهُمْ
بِرحمتِكَ يا كَريم.
([1]) عن الْمُغِيرَةِ، قَالَ:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لَنْ يَزَالَ قَوْمٌ مِنْ
أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ".
متفق عليه، وهذا هو أصل الحديث وله رويات كثيرة أرى انه من الواجب على طلبة العلم
جمعها وربطها و النظر فى تأويل السلف لها، حتى لا يقعون فى تاويلات المعاصرين
الباطلة.