بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 12 نوفمبر 2011

2- مقدمةٌ عامةٌ فى قَدْرِ العلم و العلماء


مُسْتَلٌ من رسالة تَذْكِرَةُ الإِخْوَانِ وَ الخِلاَّنْ ِبما حَدَثَ في الجَزائِرِ من فَوضَى وعُدْوَانٍ (موقفي من الثورات و المظاهرات)

مقدمةٌ عامةٌ فى قَدْرِ العلم و العلماء
ذكر الحافظ رحمه الله فى الفتح كتاب الفتن باب لا يأتي زمانٌ إلا الذي بعدَهُ شَرٌ منهُ ([1]) ان المراد بحديث الباب هو ما فسره به ابن مسعود رضى الله عنه حيث قال الحافظ رحمه الله :
( ....فأخرج يعقوب بن شيبة من طريق الحارث بن حصيرة عن زيد بن وهب)[2]( قال: " سمعت عبد الله بن مسعود يقول : لا يأتي عليكم يوم إلا وهو شر من اليوم الذي كان قبله حتى تقوم الساعة ، لست أعني رخاء من العيش يُصيبه ولا مالاً يُفيده ولكن لايأتي عليكم يوم وإلا وهو أَقلَّ عِلماً من اليوم الذي مضى قبله ، فإذا ذَهَبَ العلماء استوى الناس فلا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر فعند ذلك يُهْلَكُونَ ([3]) "
ومن طريق أبي  إسحق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود إلى قوله : "شر منه ".قال :
" فأصابتنا سنة خصب فقال ليس ذلك أعني إنما أعني ذهاب العلماء ".
ومن طريق الشعبي عن مسروق عنه قال : " لا يأتي عليكم زمان إلا وهو أَشر مما كان قبله أَمَا إني لا أعني أَميراً خيراً من أَمير، ولاعاماً خيراً من عامٍ ، ولكن علماؤكم وفقهاؤكم يذهبون ([4]) ثم لا تجدون منهم خلفاً ، ويجيء قوم يُفتونَ برأيهم ".
وفي لفظ عنه من هذا الوجه : "وما ذاك بكثرة الأمطار وقلتها ولكن بذهاب العلماء ، ثم يحدث قوم يفتون في الأمور برأيهم فيثلمون الإسلام ويهدمونه " .
وأخرج الدارمي الأول من طريق الشعبي بلفظ :" لست أعني عاما أخصب من عام " والباقي مثله .
وزاد: " وخياركم ". قبل قوله : " وفقهاؤكم " ). )[5](





)[1]( الحديث عند البخاري ، حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الزبير بن عدي قال : أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج فقال: "اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلاَّ والذي بعده أشرُّ منه، حتى تلقوا ربَّكم " سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم.
فمع ما وقع من الحجاج من أمورٍ عظام ، إلاًّ أن تلك الثوابت التي علمها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لأصحابه ورباهم عليها ، كانت لها عظيم الأثر في إجتهاد أنس رضى الله عنه ، فلا خُرُوجٍ على وَالٍ ، ولا خلع ليد الطاعة ،ولا تَسميةٍ للأشياء بغير إسمها " مُظاهراتٍ زَعَمُوا ".
فلا فقه إذن يعلوا أمر الله و أمر رسوله ولو كان " فقه الواقع زَعَمُوا ".
)[2]( من كبار التابعين وهو إمام حُجَّة، قيل انه ارتحل إلى لقاء النبي -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- إبتغاء صحبته ، ولكن رسول الله قُبِضَ وزيدٌ في الطريق فلم يلقاه .
)[3]( ذلك لأن العلماء ، عُصْبَة الله في الارض، يُقيمُ بهم الدين ، فتستقيم بهم الحياة ، فإن خلت منهم الحياة لن يجد الناس من يأخذ بأيديهم الى الحق.
)[4]( اللهم أنزل رحماتك على مشايخنا من أمثال ابن باز ، الألباني ، الشيخ مقبل المحدث اليمنى -الذي قال فيه احد إخواننا انه كان على الحق يقبل و للحق هادى- ، والعثيمين ، وشيخي المربي الفاضل أبوعِلِّيِّينَ رجائي بن محمد .
)[5]( الفتح دار الفكر الطبعة الاولى (13/21) قال الشيخ عبدالملك فى المدارك ص 43 و الاثر صحيح رواه الفسوي فى آخر "المعرفة و التاريخ"(3/393) له، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله"(2/136) وغيرهما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

المتابعون