مُسْتَلٌ من رسالة تَذْكِرَةُ الإِخْوَانِ وَ الخِلاَّنْ
ِبما حَدَثَ في الجَزائِرِ من فَوضَى وعُدْوَانٍ (موقفي من الثورات و المظاهرات) .
هل في الإسلام ثوابت ومتغيرات
قال تعالى : (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) الأنعام: 38 ، وإن كان معلوما عندي أن التآويل العام
للآية الكريمة المقصود بها هو اللوح المحفوظ ، فلا شك عندي أيضا دخول القرآن
الكريم الذي بأيدينا الآن تحت مضمون الآية ، خاصة ــ منه ــ آيات الأحكام و الامور التشريعية .
قال سبحانه وتعالى : ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ
شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ) النحل: 89
وقال سبحانه وتعالى: (الْيَوْمَ
أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ
الإِسْلاَمَ دِيناً) المائدة: 3 ، فلا وحي
ينزل على أحدٍ بعد النبي محمدٍ، ولا رسول بعده - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه
وسلم – .
قال تعالى : ( ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ) النـحل : 44 ، والذكر هو السُّنَّة ، فمن جمع بين الكتاب
و السُّنَّة فقد جمع بين دفتي الشريعة ، جمع بين تلك الثوابت الأصيلة التى لا
تتغير و لا تتعدل , لا بتغير الأزمنة و الأمكنة و لا بتغير ألوان الناس و أشكالهم.
إذاً لا يمكن القول بوجود متغيرات
أبداً فى شرع الله ، ولكن على الدعاة و طلبة العلم أن لا يخلطوا بين ذلك الأمر ،
وبين ما قد يقع فى المسألة الفقهية الواحدة
، من تغير فى حالها ما بين " حرام – مكروه – مباح " أو بين تأويل للنص
الواحد ، مسألة القبض بعد القيام من الركوع مثلا ، فلو تأمل عاقل فى مسألة كتلك ،
وجد أنه لا توجد فيهامتغيرات ، لا يوجد فيها سوى تعارض فى فهم النص بين من قال
بالقبض وبين من قال بعدم جوازه.
فجميع النصوص الشرعية ثابتة لا
تغير فيها ولا إحداث ، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يطرأ عليها تغير ،والنظر
والفتوى فى المسائل الشرعية الكبار ، أو ما يسميه العلماء بالنوازل ، فلها أهلها ممن
يُماثِلونها في القَدْرِ.
أما أن يجتهد الدعاة وطلبة العلم
فى مقابل النصوص قطعية الدلالة والثبوت ، وفى مقابل الإجماع المتواتر بين سلف
الأُمَّة ، فلا ولن يُقبل من أحدهم ذلك ، بل كل ذلك مردودٌ عليهم.
بماذا نلتزم
أنلتزم
بفقه ورأي أهل زماننا ، الذى يحلوا للبعض تسميته بـ " فقه المرحلة " ،
أم نلتزم بما صح به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، تلك
الأخبار الصحيحة التي وافقتها عقول الثلاثة قرون الأُولى الفاضلة.
أمْ نقول
كما قال أهل الأهواء "هم رجال ونحن رجال" قال تعالى : ( مَّا لَهُم
بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ
إِن يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا ( الكهف :
5.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.