بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 12 فبراير 2012

9- هل في الإسلام ثوابت ومتغيرات


مُسْتَلٌ من رسالة تَذْكِرَةُ الإِخْوَانِ وَ الخِلاَّنْ ِبما حَدَثَ في الجَزائِرِ من فَوضَى وعُدْوَانٍ (موقفي من الثورات و المظاهرات) .

هل في الإسلام ثوابت ومتغيرات

قال تعالى : (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) الأنعام: 38 ، وإن كان معلوما عندي أن التآويل العام للآية الكريمة المقصود بها هو اللوح المحفوظ ، فلا شك عندي أيضا دخول القرآن الكريم الذي بأيدينا الآن تحت مضمون الآية ، خاصة  ــ منه ــ آيات الأحكام  و الامور التشريعية .
قال سبحانه وتعالى : ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ) النحل: 89
وقال سبحانه وتعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً) المائدة: 3 ، فلا وحي ينزل على أحدٍ بعد النبي محمدٍ، ولا رسول بعده - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم – .
قال تعالى : ( ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ)  النـحل :  44 ، والذكر هو السُّنَّة ، فمن جمع بين الكتاب و السُّنَّة فقد جمع بين دفتي الشريعة ، جمع بين تلك الثوابت الأصيلة التى لا تتغير و لا تتعدل , لا بتغير الأزمنة و الأمكنة و لا بتغير ألوان الناس و أشكالهم.
إذاً لا يمكن القول بوجود متغيرات أبداً فى شرع الله ، ولكن على الدعاة و طلبة العلم أن لا يخلطوا بين ذلك الأمر ، وبين ما قد يقع فى  المسألة الفقهية الواحدة ، من تغير فى حالها ما بين " حرام – مكروه – مباح " أو بين تأويل للنص الواحد ، مسألة القبض بعد القيام من الركوع مثلا ، فلو تأمل عاقل فى مسألة كتلك ، وجد أنه لا توجد فيهامتغيرات ، لا يوجد فيها سوى تعارض فى فهم النص بين من قال بالقبض وبين من قال بعدم جوازه.
فجميع النصوص الشرعية ثابتة لا تغير فيها ولا إحداث ، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يطرأ عليها تغير ،والنظر والفتوى فى المسائل الشرعية الكبار ، أو ما يسميه العلماء بالنوازل ، فلها أهلها ممن يُماثِلونها في القَدْرِ.
أما أن يجتهد الدعاة وطلبة العلم فى مقابل النصوص قطعية الدلالة والثبوت ، وفى مقابل الإجماع المتواتر بين سلف الأُمَّة ، فلا ولن يُقبل من أحدهم ذلك ، بل كل ذلك مردودٌ عليهم.
بماذا نلتزم
أنلتزم بفقه ورأي أهل زماننا ، الذى يحلوا للبعض تسميته بـ " فقه المرحلة " ، أم نلتزم بما صح به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، تلك الأخبار الصحيحة التي وافقتها عقول الثلاثة قرون الأُولى الفاضلة.
أمْ نقول كما قال أهل الأهواء "هم رجال ونحن رجال" قال تعالى : ( مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا (  الكهف : 5.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

المتابعون