بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 12 فبراير 2012

8- الأمر بالمعروف و النهي عن المُنكر


مُسْتَلٌ من رسالة تَذْكِرَةُ الإِخْوَانِ وَ الخِلاَّنْ ِبما حَدَثَ في الجَزائِرِ من فَوضَى وعُدْوَانٍ (موقفي من الثورات و المظاهرات) .

فصل فى الأمر بالمعروف و النهي عن المُنكر

إعلم أخي حفظك الله وراعاك أن بيان خطأ المخالف من الامور التي حثَّ عليها ديننا ، و معظم الشبهات التي تقع بين صفوف المسلمين عامة و طلبة العلم بخاصة ، و التي بسببها يتركون واجب ردَّ الباطل مهما كان قدره قد تكلم عنها العلماء بإستفاضة منهم الشيخ بكر أبو زيد([1]) رحمه الله تعالى في كتابه "الرد على المخالف من أُصول الاسلام ومراتب الجهاد ".
وقد أنكر عليهم تلك الشبه الواردة ، و الحجج الباطلة قال رحمه الله:
" وما حجتهم إى المقولات الباطلة:
لا تُصَدَّعوا الصَّفَّ من الداخل.
لا تُثِيُروا الغبار من الخارج.
لا تُحَرَّكُوا الخلاف بين المسلمين.
نلتقي فيما إتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما إختلفنا فيه.، وهكذا."
وقال رحمه الله :
"وأضْعفُ الإيمان أن يقال لهؤلاء : هل سكت المبطلون لنسكت، أم أنهم يهاجمون الاعتقاد على مرأى ومسمع ويُطلب السّكوت؟ اللهمّ لا...
ونُعيذ بالله كل مسلم من تَسَرٌّبِ حجّة يهود، فهم مختلفون على الكتاب، مخالفون للكتاب، ومع هذا يُظهرون الوحدة والاجتماع، وقد كذّبهم الله تعالى فقال سبحانه: ( تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وقُلُوبُهُمْ شَتَّى ) ([2])، وكان من أسباب لعنتهم ما ذكره الله بقوله : ( كانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُنكَرٍ فَعَلُوهُ  ) ([3]) الآية  " ([4]) .
ثم قال رحمه الله فى
" خامساً: تصحيح المفاهيم وتحديدها، لهذه الألفاظ الثلاثة :
 "رد العالم للمخالفة"  كالآتي:
3- العلماء قُدُرُات، وكلٌّ يزاول ما يحسن، حسب قدرته، فهو على ثغر يحميه من أي عدوان عليه.
فعالم يرد على ملحد، وآخر على صاحب بدعة خفيفة، وثالث على صاحب فسوق، وآخر يرد على رأيٍ شاذ. كل هذا حسب القدرة والتأهيل.
وهذا يُكْسِب اجتناب المقولة الساذجة:
فلان يرد على شذوذ فقهي، ويترك الملحدين، فلماذا لا يَرُدُّ عليهم؟ وهكذا…..." ([5]) .
فحجة مناصرة الإخوان المسلمين وهم مازالوا على منهجهم المخالف للسنة ، تقوية لهم أمام الشيوعيين أو العَلْمَانيين أو النصارى حجة باطلة لا قيمة لها في ميزان الشرع و إنما هو الهوى المُضل.
ومثله أو أشدَّ منه مناصرة الخوارج الذين يستحلون دماء المسلمين وأموالهم وقتل أولادهم ، فإن من العلماء كشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله جعل خطورة هؤلاء أعظم من خطر اليهود و النصارى الكفار لعنهم الله.
لأن مواجهة الكفار من الخارج وسد المنافذ عليهم أسهل بكثير من سد تلك الأفكار الضالة بداخل الدولة المسلمة.
والان ننظر الى حال تلك الفرق و الجماعات ، فالإخوان من أجل صندوق الانتخابات يجاملون في دين الله الجميع لا فرق عندهم بين مسلم وغير المسلم.
و الجماعات الاسلامية تحولت قضية الحاكمية عندهم ، الى أصلٍ أصيل وما عداه فروع ، ولو كان ذلك على حساب جناب التوحيد و الاعتقاد.
وتجدهم مع تركهم لواجب التحذير من كثير من الفرق الضالة المعاصرة([6]) ، لا يجدون مناسبة الا وتكلموا فيها عن المرجئة –وهي من الفرق القديمة – وذلك رغبة منهم في تنفير الشباب من علماء الأُمة.
ذلك لأن هؤلاء العلماء يفصلون في مسائل التكفير الكبار ، وكذا قضية أو مسألة الحكم بما أنزل الله ، على خلاف مذهب تلك الفرق و الجماعات.


(1) الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد - رحمه الله - عَلَماً بارزاً ، حارث الفضيلة وفقيه النوازل،ولد عام 1365 هـ وتوفي يوم الثلاثاء 28 محرم 1429 هـ الموافق 5 فبراير 2008م ، والذي وقع بين الشيخين زيداً وربيعاً ، لا يعدوا التطبيق العملى للنقد السلفي بين الإخوة داخل الصف الواحد ، وهنا أرى أنه من الواجب علي الاشارة الى قاعدتين عظيمتين ، الأولى "من علم حجة على من لم يعلم" و الثانية "الجرح المفسر مقدم على التعديل المجمل" ، و الشيخ ربيع حفظه الله أعلم بكثير من غيره بكتب سيد قطب رحمه الله.
(1)الحشر 14
(2)المائدة 79
(3) كتاب الردود (الرد على المخالف من أُصول الاسلام ومراتب الجهاد ص77)
(1) المصدر نفسه ص89
(2) ممن تزعم هذا الامر الاستاذ الدكتور محمد قطب من مواليد 1919 من كتبه (واقعنا المعاصر- مفاهيم ينبغي أن تصحح) وممن ينحون منحاه عبد المجيد الشاذلي ، علي بن بخيت الزهراني ، عبد الرحمن عبد الخالق وسفر الحوالي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

المتابعون