بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 18 فبراير 2012

10- أحداث الجزائر


مُسْتَلٌ من رسالة تَذْكِرَةُ الإِخْوَانِ وَ الخِلاَّنْ ِبما حَدَثَ في الجَزائِرِ من فَوضَى وعُدْوَانٍ ( موقفي من الثورات و المظاهرات ) .
والتي أكتفى الى الآن بطرح بعض فصولها ، و الإعراض عن البعض خاصة ما فيه نقد لموقف الدعاة فى مصر - بأسمائهم - من الأحداث الجارية . 

أحداث الجزائر

ففى أكتوبر1988  في اليوم الخامس من صفر 1409 هجرياً حدثت مظاهراتٌ ، و إضرابات طلابية ( الجامعة المركزية بالجزائر العاصمة ) ، وعمالية لها نفس شكل المظاهرات التي حدثت وما زالت مستمرة فى مصر الى يومنا هذا.
وممن كان له دورُ و نصيبٌ كبيرٌ في هذه المظاهرات علي بن حاج)[1]( –سيأتي ذكره- .
بعدها حاولت الحكومة الجزائرية وكان يحكم البلد آنذاك الرئيس الشاذلي بن جديد من تحقيق مطالب المتظاهرين و التي كان من بينها حرية التعبير وإنشاء الأحزاب السياسية.
وفي مارس 1989 قام عباسي مدني)[2]( وعلي بن حاج)[3]( بتأسيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ وذلك كما أشرت آنفا ، بعد التعديلات الدستورية التي قام بها رئيس دولة الجزائر والتي كان من بينها إدخال التعددية الحزبية.
أي أن الحكومة قد إستجابت فى ذلك الوقت لكثير من مطالب المتظاهرين- فلنتذكر ذلك-.
في يونيو 1991 تم إعتقال عباسي مدني و علي بن حاج لأسباب كثيرة ومشاكل متفاقمة بينهما وبين الحكومة ، علماً بأن المبرر الرئيسى للحكومة وقتئذ هو دعوة الجبهة الإسلامية للإنقاذ إلى الإضراب العام فى الجزائر – العصيان المدني- وهو الأمر الذي رفضه الرئيس الشاذلي بن جديد.
فى ديسمبر 1991 حصول الجبهة الإسلامية للإنقاذ على أغلبية ساحقة من المقاعد في إنتخابات المجلس التشريعي فى الجزائر.
في يناير 1992 الجيش يجبر الرئيس الشاذلي بن جديد على تقديم إستقالته لرفضهم فكرة وصول الجبهة الإسلامية للإنقاذ لحكم البلاد .
منذ ذلك التاريخ أي 1992 الى سنة 1999 تقريبا و الجزائر فى فوضى وتخريب وقتل "حتى قيل انه لا يُعرف مَنْ يقتُلُ مَنْ "، وأحداث يصعب بشدة إختصارها فى أسطر معدودات.


بعض النُّكت حول أحداث الجزائر:-

1-  لم يكتف الجزائريون بالجبهة الإسلامية للإنقاذ كواجهة إسلامية موحدة للعمل السياسي ، ولكن وبسبب كثرة الأفكار، و إختلاف المناهج ظهرت على الساحة فرق أخري مثل جماعة التكفير والهجرة)[4]( ، الحركة (الجماعة) الإسلامية المسلحة ، والجبهة الإسلامية للجهاد المسلح .
2-  الجيش الجزائري لم تثر ثائرته ، بعد إكتساح الجبهة الإسلامية للإنقاذ للإنتخابات التشريعية ، إلا بسبب الخطب الثورية من بعض مشايخ الدعوة المنتسبين للجبهة الاسلامية وعدم إدراكهم لعمق و خطورة تلك المرحلة ، فى المقابل منه تماماً تمكن العَلمانين وغيرهم من إستغلال تلك الخطب النارية فى دفع الجيش للتدخل وتخويفة من تمكن الجبهة من البلاد ، الأمر الذي أدّي كما قيل لتدخل قادة الجيش فى إلغاء تلك الانتخابات .
3-   محاولة جمع الحركات و الفرق المختلفة على منهج واحد بائت كلها بالفشل، وذلك لإختلاف مناهج و معايير زعماء تلك الفرق فى فهم الكتاب و السنة وإتِّباعهم لأهوائهم الضالة.
4-  التفاوت المنهجي و التربوي بين الأفراد أنفسهم وليس قادتهم فحسب ، وقد زادت مساحته بعد دخول جماعات مقاتلة من دولة ليبيا المجاورة للجزائر.
5-  ذلك التحزُّب فتح الباب على مصرعيه لدخول الروافض الى الجزائر - بعد أن لم يكن لهم وجود ولا ذكر – وذلك بسبب طغيان العمل السياسي القبيح على تعلم العقيدة و التوحيد ، حتى أن علي بن حاج وقتها وصف الخُميني " بصاحب اللحية البيضاء" توقيراً له.
6-  بسبب التنفير من العلماء الذي كان يبُثُّه بعض الدعاة فى تلك الفترة – من أمثال علي بن حاج – ظهرت فُرقَةٌ بين السّلفيين أنفسهم داخل الجزائر ، فانقسموا الى فرقتين ، سلفية علمية و سلفية حركية.


)[1]( ولا يعلم احد أسباب خروجه من السجن ، ودواعي الإفراج عنه قبل إنتهاء مدة سجنه "قبل قيام المظاهرات مباشرة" وذلك علما بأن السنوات التي سبقت تلك المظاهرات قيل عنها انها من ءأمن السنوات التي مرت بها الجزائر و أفضلها من الناحية الدعوية حتى سُمِّيت تلك الفترة بالمرحلة الذهبية للدعوة .
كان ذلك قبل تأسيس جبهة الانقاذ الاسلامية ، وقت ان كان على بلحاج فى السجن الأول له.
)[2]( من غلاة الإخوان المسلمين بالجزائر، يسمون حزبهم بالجَزْأَرة ، نسبة الى الجزائر ]مدارك النَّظر[ .
)[3]( طلب منه اتباعه الاتصال بأهل العلم وقت تلك الاحداث ليستفيد منهم ولم يستجب لهم , ولما إجتمع الشيخ الألباني رحمه الله بعلي بن حاج لم يستفد الأخير منه شيئاً "راجع شريطي رقم (1/475)و(1/476) من سلسلة الهدى و النور" ]مدارك النَّظر[ .
)[4](وقد إدَّعوا وقتها أنها خِرِّيجة السَّلفية وأهل الأثر ، كما يدَّعي الان وَيُشَّنِع البعض على السَّلفيين بالباطل﴿ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ﴾.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

المتابعون