بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 12 فبراير 2012

7- مَنْ هُوَ العَالِمُ


مُسْتَلٌ من رسالة تَذْكِرَةُ الإِخْوَانِ وَ الخِلاَّنْ ِبما حَدَثَ في الجَزائِرِ من فَوضَى وعُدْوَانٍ (موقفي من الثورات و المظاهرات).


فصل مَنْ هُوَ العَالِمُ

عن عبد اللَّهِ بن عَمْرِو بن العَاصِ رضي الله عنه قال: سمعت رسول اللَّهِ - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - يقول : "إِنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا".أخرجه البخارى ومسلم رحمهما الله و اللفظ للبخاري.
كيفية الإصطفاء
قال الله تعالى : ( اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) الحج:75
أخبر سبحانه و تعالى بأنه يصطفي من الملائكة رسلاً ، منهم للوحي ومنهم لغير ذلك ، و من البشر (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً ) النساء:165
وكذلك إصطفى سبحانه أتباع رسله ، فقال سبحانه حاكياً عن أصحاب عيسى عليه الصلاة و السلام :( وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ  ) المائدة:111
وفي أصحاب محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً  ) الفتح:29
قومٌ تربَّوا على أَعْيُنِ رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فنعهم المُرَبِّي و المُرَبَّى .
يقول الحسن البصري رحمه الله واصفا الصحابة: " أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أبرَّ هذه الأمة قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، قوم إختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه وإقامة دينه، فتشبهوا بأَخلاقهم وطرائقهم ، فإنهم كانوا على الهُدى المستقيم" الشريعة للآجُرّي (1686/4).
وهكذا تربى التابعين ، على أَعْيُنِ أصحاب رسول الله وما زال هذا دين السلف كابراً عن كابرٍ.
عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه كان يقول : "انظروا عمّن تأخذون هذا العلم ،فإنما هو الدين " ([1]).
وقد نُقِلَ هذا الأثرُ عن جماعة من السلف منهم ابن سيرين والضحاك بن مزاحم وغيرهما .
وعن عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه- أنه قال : " لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرِهم ، فإذا أخذوه من أصاغرهم و شرارهم هلكوا "([2]).
قال أبو مصعب : سمعت مالكا يقول : " ما أَفتيتُ حتى شَهِدَ لي سبعون أني أهل لذلك " ([3]).




(1)أخرجه الخطيب البغدادي في" الكفاية"(ص121).
(2) صححه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة "(4 / 380).
(3) سير أعلام النبلاء : ج 8 ص49 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

المتابعون