بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 24 سبتمبر 2012

حكم شراء تأشيرة خدمة الحجيج


سائل يسأل : ما حكم شراء تأشيرة خدمة الحجيج.

الإجابة : إعلم حفظك الله أن الله جلَّ وعلا لم يفرض علينا الحج إلاَّ مع الإستطاعة فقال تعالى: "وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ "{آل عمران:97} ، واما غير المستطيع بأي شكل من أشكال الإستطاعة ، سواءً المادية منها او الجسمانية أو غيرها ، فهو غير مخاطب بذلك التكليف الإلهي.

والذي أعرفه عن وضع وكيفية شراء تلك التأشيرات فى بلدنا هذا مصر ، فكلها طرق ملتوية مليئة بالشُّبهات ، بل بعض تلك الشُّبهات اذا نظرت إليها نظرة شرعًّية إعتبارية ، وجدتها من البَيِّنات ، و أنا أضرب على ذلك أمثلة منها :

1-             بيع تلك التأشيرات غير جائز أصلا ، لأنها فى حقيقتها وزعت على البلاد الإسلامية من قبل الحكومة السعودية لأداء خدمات معينة لحجاج بيت الله ، وغالبا ما تقوم تلك الحكومات بدورها بتوزيع تلك التأشيرات على الجهات المسئولة بتوزيع تلك التأشيرات "كشركات السياحة وشركات توظيف العمال" وبدلا من أن تقوم تلك الجهات بأداء عملها المناط بها و المكلفة به من قبل الحكومة ، تقوم من خلال السماسرة ببيع تلك التأشيرات ، وذلك لسببين أولا عدم وجود الوازع الديني لديهم ، و ثانيا عدم وجود رقابة حقيقية من الجهات الحكومية المسئولة عن ذلك.

2-             الكذب الذي يقع فيه الكثير من طالبي تلك التأشيرات ، حيث يَدَّعي كثيرا منهم إحتراف أعمال لا يشتغلون بها أصلا ، وقد يصل الحال ببعضهم الى تقديم الرشوة المحرمة الى الجهات الحكومية لتغير المهنة المنسوبة اليهم فى تحقيق الشخصة و جواز السفر، ومعلوم ما فى ذلك من مخالفات شرعية و إفساد لذمم هؤلاء الموظفين.

3-             التعاون على الإثم و العدوان ، لأنهم برضائهم عن هذا الفعل "شراء تلك التأشيرات" يساعدون تلك الجهات و الشركات التي تقوم بأكل أموال الناس بالباطل ، و أولى بهم ثم أولى ، أن يقوموا بالإبلاغ عنهم حتى يتسنَّى للجميع القيام بالإقتراع على مثل تلك التأشيرات ، فيفوزا يومئذٍ بالْحُسْنَيَيْنِ ، خدمة حجيج بيت الله والحج ، يقول الله تعالى:"لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ"{البقرة:198} ، بل لو أخذ مالا نظير ذلك العمل فهو حلال إن شاء الله تعالى.

4-             لا يجوز للمسلم الحريص على دينه التعاون على بيع وشراء تلك التأشيرات " الحج و العمرة " بجميع أشكالها و مسمياتها ، كما ذكر ذلك العلماء ، فتصبح بذلك تجارة يُسْتَغلُّ بها المسلمين الحريصين على الحج و العمرة ، وعلينا جميعا أن نتقى الله فى أنفسنا وفى أهلينا و إخواننا و الناس جميعا.

5-             شراء تلك التأشيرات تؤدي الى حرمان أصحاب الحقوق الأصليين لتلك التأشيرات المجانية .

6-             ذكر العلماء انه مع وجود مثل تلك الشبهات و المحظورات ، فإن الحج صحيح إن شاء الله ، مع تأثُّمه لوقوعه فى تلك المخالفات ، فإن طاعة الله لا تؤتى من طريق معصيته.

هذا ما أعلمه ، و الله أعلى و أعلم ، وهو سبحانه قادر على أن يهدي قلوبنا وصلى الله على محمد و على آله وصحبه وسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

المتابعون