سائل يسأل : ما حكم
شراء تأشيرة خدمة الحجيج.
الإجابة : إعلم
حفظك الله أن الله جلَّ وعلا لم يفرض علينا الحج إلاَّ مع الإستطاعة فقال تعالى: "وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ
اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ
الْعَالَمِينَ "{آل عمران:97} ، واما غير المستطيع
بأي شكل من أشكال الإستطاعة ، سواءً المادية منها او الجسمانية أو غيرها ، فهو غير
مخاطب بذلك التكليف الإلهي.
والذي أعرفه عن
وضع وكيفية شراء تلك التأشيرات فى بلدنا هذا مصر ، فكلها طرق ملتوية مليئة
بالشُّبهات ، بل بعض تلك الشُّبهات اذا نظرت إليها نظرة شرعًّية إعتبارية ، وجدتها
من البَيِّنات ، و أنا أضرب على ذلك أمثلة منها :
1-
بيع تلك التأشيرات غير جائز أصلا ، لأنها فى حقيقتها
وزعت على البلاد الإسلامية من قبل الحكومة السعودية لأداء خدمات معينة لحجاج بيت
الله ، وغالبا ما تقوم تلك الحكومات بدورها بتوزيع تلك التأشيرات على الجهات المسئولة
بتوزيع تلك التأشيرات "كشركات السياحة وشركات توظيف العمال"
وبدلا من أن تقوم تلك الجهات بأداء عملها المناط بها و المكلفة به من قبل الحكومة
، تقوم من خلال السماسرة ببيع تلك التأشيرات ، وذلك لسببين أولا عدم وجود الوازع
الديني لديهم ، و ثانيا عدم وجود رقابة حقيقية من الجهات الحكومية المسئولة عن
ذلك.
2-
الكذب الذي يقع فيه الكثير من طالبي تلك التأشيرات ، حيث
يَدَّعي كثيرا منهم إحتراف أعمال لا يشتغلون بها أصلا ، وقد يصل الحال ببعضهم الى
تقديم الرشوة المحرمة الى الجهات الحكومية لتغير المهنة المنسوبة اليهم فى تحقيق
الشخصة و جواز السفر، ومعلوم ما فى ذلك من مخالفات شرعية و إفساد لذمم هؤلاء
الموظفين.
3-
التعاون على الإثم و العدوان ، لأنهم برضائهم عن هذا
الفعل "شراء تلك التأشيرات" يساعدون تلك الجهات و الشركات التي
تقوم بأكل أموال الناس بالباطل ، و أولى بهم ثم أولى ، أن يقوموا بالإبلاغ عنهم
حتى يتسنَّى للجميع القيام بالإقتراع على مثل تلك التأشيرات ، فيفوزا يومئذٍ بالْحُسْنَيَيْنِ
، خدمة حجيج بيت الله والحج ، يقول الله تعالى:"لَيْسَ
عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ"{البقرة:198}
، بل لو أخذ مالا نظير ذلك العمل فهو حلال إن شاء الله تعالى.
4-
لا يجوز للمسلم الحريص على دينه التعاون على بيع وشراء
تلك التأشيرات " الحج و العمرة " بجميع أشكالها و مسمياتها ، كما ذكر
ذلك العلماء ، فتصبح بذلك تجارة يُسْتَغلُّ بها المسلمين الحريصين على الحج و
العمرة ، وعلينا جميعا أن نتقى الله فى أنفسنا وفى أهلينا و إخواننا و الناس
جميعا.
5-
شراء تلك التأشيرات تؤدي الى حرمان أصحاب الحقوق الأصليين
لتلك التأشيرات المجانية .
6-
ذكر العلماء انه مع وجود مثل تلك الشبهات و المحظورات ،
فإن الحج صحيح إن شاء الله ، مع تأثُّمه لوقوعه فى تلك المخالفات ، فإن طاعة الله
لا تؤتى من طريق معصيته.
هذا ما أعلمه ، و الله أعلى و أعلم ، وهو سبحانه قادر
على أن يهدي قلوبنا وصلى الله على محمد و على آله وصحبه وسلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.