بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 19 ديسمبر 2013

دَعْوَةٌ إلى الدُّعَاةِ


بسم الله و الحمد لله والصلاة والسلام على أَوْفَى رُسُلِ الله محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد.

فإن المتتبع لحال الدعوة فى البلاد الإسلامية عموماً ، وفى مصر خصوصاً ، يجد فُرْقَةً ليست بغريبة بين الدعاة ، بخاصة أن البعض من هؤلاء الدعاة و إن كانوا قد أخذوا حظاً من بعض علوم الآلة ، إلا أنهم لم يكتسبوا كثيراً من الآداب التربوية من العلماء المربيين ، ربما وذلك مني على سبيل الظَّنِّ ، لأنهم لم يختلطوا حقيقة بهم ، أو لأنهم قد أساءوا فى تقدير بعض مواقفهم على الساحة الدعوية.

لذا تجد هؤلاء يقدحون فى بعضهم بألفاظ تزيد من تفرقهم وتمزقهم ، وأكبر خاسرٍ من ورائهم هم مُريدِهم من طلبة العلم الأحداث، الذين يُحسنون بهؤلاء الدعاة الظَّنَّ.

فماذا إكتسبت الدعوة منهم أو بهم ، وماذا إكتسب طلبة العلم ، بل ماذا كسب الناس من ورائهم.

حكى الشيخ السلفي محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله – المتوفى في يوم الإثنين 25 شوال 1407هـ - فى إحدى أشرطته المسجلة (حكاية في رحلة الهند - Lhilali_StoryIndi-474) أنه في إحدى رحلاته الى بلاد الهند وقع بينه وبين أحد مشايخ الهند خلافٌ فى مسألة ، وقد كان الحق فيها مع الشيخ الهلالي رحمهما الله تعالى.

يقول الشيخ الهلالي ، أنه هَجَرَ ذلك الشيخ الهندي – ويُدعى بمولانا عبدالرحمن – ولكن في صباح اليوم الثالث من الهَجْرِ قابله الشيخ الهندي وبادره قائلا ( السَّلامُ عليكم ) .

لانه يعلم حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم " لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ".

ثم يقول الشيخ الهلالي رحمه الله كلام معناه : أن هذا الشيخ فعل هذا لأنه من الرجال الذين يعملون بالحديث وليس سفيهاً ، عنده علمٌ ولكنه لا يعمل به ، أمَّا مُعَادَاةُ الإخوة الذين يُخطئون فى اللفظ أو فى الوجهةِ السياسية فهذا من أخبث البدع فى الدنيا ، ولا يوافق على هذا أحد من الصحابة و التابعين بل هو من فعل الخوارج الإباضية.

إنتهي كلامه مختصراً رحمه الله.

فمن أجل نفع الدعوة الإسلامية ، التى هي خيرٌ و أبقى للأُمة ، أدعوا هؤلاء  الدعاة الموقرين ، الذين هُمُ مُصلِحِي الأمَّة :

أحمد عبد السلام المحلاوي  ( ولد فى 1925) حفظه الله

عبد الرحمن عبد الخالق ( ولد فى 1939) حفظه الله

محمد عبد المقصود محمد عفيفي (ولد فى 1947 ) حفظه الله

محمد إسماعيل المقدم ( ولد فى 1952) حفظه الله

سعيد عبد العظيم علي محمد ( ولد فى 1952) حفظه الله

أحمد فريد ( ولد فى 1952) حفظه الله

طلعت محمد عفيفي سالم ( ولد فى 1953) حفظه الله

مصطفى العدوي ( ولد فى 1954 – ظني ) حفظه الله

محمد سعيد رسلان (ولد فى 1955 ) حفظه الله

أبو إسحاق الحويني ( ولد فى 1956) حفظه الله

أحمد بن إبراهيم بن أبي العينين ( ولد فى 1956) حفظه الله

محمد حسين يعقوب ( ولد فى 1956) حفظه الله

حسن أبو الأشبال ( ولد فى 1957) حفظه الله

عادل يوسف العزازي (ولد فى 1958) حفظه الله

ياسر برهامي ( ولد فى 1958) حفظه الله

محمد حسان ( ولد فى 1962) حفظه الله

وغيرهم الكثير من الأفاضل ، دعاة الأُمة ، الى نبذ الفرقة و الخلاف فيما بينهم ، و ألاًّ يكونوا هُمُ نذيرُ الشَّرِّ ، مُذكراً لهم بقوله تعالى: (أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) الشورى:13

وقوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) آل عمران:103

وقوله تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) الأنعام: 153

وقوله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ) سورة الأنفال: 1

وبمثل قوله تعالى: (وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ) الأنفال: 46

وبقوله جلَّ فى عُلاه: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ) الشورى: 40

وأخيراً بما صَحَّ عند أبي داود وغيره من حديث جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ: دخل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم المسجدَ وهم حِلقٌ ، فقال: "ما لي أراكم عِزينَ ".

أسأل الله بأسمائه وصفاته أن يجمع شملنا ويوحد صفنا ويؤلف بين قلوبنا، ويَسْلُلْ سَخِيمةَ قلوبنا، ويحفظ لنا الدين ويُأَمِّنَّ لنا البلاد.

وصلِّ اللَّهم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

المتابعون