بحث هذه المدونة الإلكترونية

أرشيف نهل الخيرات

السبت، 2 يوليو 2011

كذب حديث "يا عائشة الويل لمن لا يراني يوم القيامة "


أخي السيد المهندس محمد
السلام عليك ورحمة الله وبركاته ،.....وبعد.
فلا عجب أنك لا تجد بعد البحث و التنقيب مثل هذا الحديث بهذا المتن العجيب ، والذي لن تجد على شاكلته ، بمثل صفته شيئ من صحيح السنة العطرة.

فالحديث لا أصل له

واعلم أخي ، انه ممن تولى كبر نشر تلك البدع و الضلالات بين أهل السنة ، داعية  التصوف و الانحلال العقدي "علي الجفري" الملقب كذبا وزورا بالحبيب.
وهذا الحديث موضوع البحث من إحدى ضلالاته تلك..........
وانا أنقل لك يا أخي كلام الدكتور خلدون الحسني فى كتابه ((إلى أين أيها الحبيب الجفري)) الذي يرد فيه على كتاب ذلك الجفري الموسوم بـ (معالم السلوك للمرأة المسلمة).
يقول الدكتور خلدون الحسني:     
يقول الجفري  ص 184 ـ 185 (أي من كتاب" معالم السلوك للمرأة المسلمة") :
(ولله درُّ السيدة عائشة . . السيدة عائشة لمّا قالت : كنتُ في حجرتي أخيط ثوباً لي فانكفأ المصباح وأظلمت الحجرة وسقط المِخْيَطُ (أي الإبرة) . . فبينما كنت في حيرتي أتحسس مِخيطي إذ أطلَّ عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه من باب الحجرة . . رفع الشملة وأطل بوجهه . . قالت : فوالله الذي لا إله إلاّ هو ، لقد أضاءت أرجاء الحجرة من نور وجهه . . حتى لقد التقطتُ المخيط من نور طلعته . . ثمَّ التفتُّ إليه فقلت : بأبي أنت يا رسول الله . . ما أضوأ وجهك !  فقال : ( يا عائشة الويل لمن لا يراني يوم القيامة ) ، اسمعي هذا كلام النافذ قوله . . كلام الذي لا ينطق عن الهوى .. إن هو إلا وحي يوحى . . ( الويل لمن لا يراني يوم القيامة ) ، قالت : ومن ذا الذي لا يراك يوم القيامة يا رسول الله ؟ قال : ( من ذكرتُ عنده فلم يصل عليّ ). انتهى (أي الجفري).
ثم يكمل الدكتور خلدون الحسني فيقول :
  ثمّ عزا الجفري هذه الكلام إلى الترمذي في (الحديث : 3546) والإمام أحمد في
 (الحديث : 1 / 201) .
    وهذا الحديث بهذا اللفظ والسّياق ليس في هذين الكتابين قطعاً ولا في كتب السنّة الأخرى ! فكيف يعزوه لأحمد والترمذي ؟ ! والذي في الترمذي ((رَغِمَ أنفُ رجلٍ ذُكرتُ عنده فلم يُصلِّ عليَّ)) و((البخيل الذي مَنْ ذُكِرتُ عنده فلم يصل عليَّ)) والفرق في المعنى بين هذين الحديثين وبين الحديث الذي أورَدَه الجفري كبير .
ثمّ إنّ القصّة التي ساقها في بداية الحديث لا سند لها يُعرَف بسياقها ومعناها ، وليست في كُتُبِ السُّنّة ، وقد جعلها من أصل الحديث وعزا الجميع إلى مسند أحمد وإلى الترمذي.
انتهى كلام الدكتور خلدون الحسني .
وأنهي بفائدة للشيخ ابن باز رحمة الله عليه ، قال في بيان التحذير من الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم، والتنبيه على بعض الأحاديث الموضوعة.
قال رحمه الله :
ثبت في الصحيحين عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لاتكذبوا عليّ فإنه من يكذب عليّ يلج النار)) ، وفيهما أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)) ، وفيهما أيضاً عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه مرفوعاً: ((إن كذباً عليَّ ليس ككذب على أحد، فمن كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)) ، وفي صحيح مسلم عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من حدث عني بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين)) وقد ضبط قوله : ((يرى)) بالضم والفتح فعلى الضم يكون معناه: يظن، وعلى الفتح يكون معناه يعلم. كما نبه عليه النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم.
وهذه الأحاديث تدل على تحريم الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم، وتحريم رواية ما يعلم أو يظن أنه كذب على النبي صلى الله عليه وسلم إلا مع التنبيه عليه. وقد جاء في هذا المعنى أحاديث كثيرة متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم تدل على شدة الوعيد في حق من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم، وإن الكذب عليه من الكبائر العظيمة. وقد ذهب بعض أهل العلم إلى كفر من تعمد الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن الأكثر من أهل العلم على خلاف ذلك إلا أن يستحله، فإن استحله كفر بالإجماع. وعلى كل تقدير فالكذب عليه صلى الله عليه وسلم من أكبر الكبائر؛ لعظم ما يترتب عليه من المفاسد الكثيرة وما صاحبه عن الكفر ببعيد ، أسأل الله العافية والسلامة.
وقد صرح أهل العلم رحمهم الله تعالى بأنه لا تجوز رواية الحديث الموضوع إلا مقروناً ببيان حاله، فإن كان ضعيفاً وليس بموضوع لم يجز الجزم بأن النبي صلى الله عليه وسلم قاله، ولكن يروى بصيغة التمريض كيروى عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو يذكر ونحو ذلك.
وإنما قال ذلك أهل العلم حذراً من الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم ورواية ما يخشى أنه كذب.
انتهى المراد من كلام الشيخ بن باز رحمه الله ولزيادة الفائدة راجع الآتي : http://www.binbaz.org.sa/mat/8729
قلت :
فيا أخي محمد ، ها قد رأيت من أين يأتي الناس اليوم بحديث محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
لا من أُمهات الكتب ، ولا من أفواه المحدثين الثقات ، بل من أفواه الضلال.
فـ إلى الله المشتكى
وأخيرا أقول لك
قال الله تعالى ( والعصر ، إن الإنسان لفي خسر ، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتوصوا بالحق وتواصوا بالصبر ).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

المتابعون