بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 3 أبريل 2012

الإخوان و الحزبية العمياء


اضرب لهذا مثلا ، واقعةُ عينٍ حدثت بين الشيخ محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله و الشيخ عبدالله عزَّام رحمه الله.
و الحكاية يرويها الشيخ بداية من إلقاءه رحمه الله للبعض المحاضرات فى مركز الإخوان المسلمين فى الزرقاء بالاردن ، وكذا بعد إنتقاله من الزرقاء الى عمان ، يقول الشيخ فلما وَجَدَتْ الجماعة إنتشار تلك الدعوة إنقلبوا علىَّ وأَمرت أعضائها بعدم حضور مجالس الشيخ وكان ممن يحضر تلك المجالس الشيخ عبدالله عزَّام رحمه الله ، حتى أنهم كانوا – كما يُخبر الشيخ الالباني رحمه الله – إذا قابلوه لا يُلقون عليه السلام ، وكان الشيخ عبدالله ممن يفعل ذلك فلما عاتبه الشيخ الالباني فى ذلك لم يوضح سبباً.
يقول الشيخ الالباني ، بعد مرور عامين أو يزيد جاءني عبدالله عزام وكان معه الشيخ على السفري – هكذا سمعته – بُغية أن يسألوا بعض الأسئلة ، فما كان مني إلا أن سألته ما الذي دفعكم الى إعتزالى – او كلمة كهذه – قال عبدالله : قولكم بتكفير سيد قطب.
قال الالباني : أنا كفرت ؟
قال عبدالله : نعم.
قال الالباني : أنت سمعت ذلك مني ؟
قال عبدالله : لا.
قال الالباني : فما علمك أني كفرت ؟
قال عبدالله : والله جاء عندنا بعض الشباب وقال أن الشيخ الالباني يكفر سيد قطب-هكذا-.
ثم وضح الشيخ الالباني للشيخ عبدالله خطأ ما وقعوا فيه من تصديق ذلك النقل ، ووضح له أنه إنما يكفر الكلمة ولا يكفر قائلها ، وبين له وقوع أخطاء من سيد قطب فى كُتُبِهِ مثل ما قاله فى تفسير سورة الحديد وسورة الإخلاص ، ومما بَيَّنَ له أنه لا يمكن أن يُكفره من دون إقامة الحجة و البرهان عليه.
واختصاراً اقول –أي حسن-، بعد ما أجابه عن أسئلته وعَرَّفه صراحة أنه لا يُكفر سيد قطب ، إنصرف الشيخ عبدالله.
ولكن إذا بالشيخ الالباني يفاجأ بمقالات تنشرها مجلة المجتمع بالكويت بقلم الدكتور عبدالله عزَّام ( رد الدكتور عبدالله عزَّام على الشيخ الالباني فى تكفيره لسيد قطب ) فهذا كما يقول الشيخ الالباني رحمه الله ما تفعله الحزبية بأهلها.
والغريب أن الشيخ الالباني لما قابله بعدها بطلب من عبدالله شخصيا قال له لم فعلت ذلك وقد أخبرتك شخصياً أني لا أكفر سيد قطب ؟
قال له عبدالله عزَّام إن الإخوة أخبروه بذلك.  
وكما قال الشيخ الالباني رحمه الله أن الحزبي يخوض فى عِرض أخيه المسلم ما دام يَرى أن فى ذلك مصلحة لحزبه ، وفيه إنتصار للحزبية العمياء.
قلت-حسن-: وانا تعمدت هنا ضرب المثل بالشيخ عبدالله عزَّام رحمه الله وغفر له ، ذلك لأني أعلم أن الرجل رحمة الله عليه كان عنده دينٌ وخُلُق، وهو مع هذا وقع فيما وقع فيه بسبب وقوعه إبتداءً فى تلك الحزبية المقيتة ، فإذا فعلت تلك الحزبية بمثل هذا الرجل ما فعلت .
فماذا تفعل بمن هم دونه فى العلم و الفضل ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

المتابعون