بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 3 أبريل 2012

تَذكرةُ أَهل السُّنة و الجماعة بالخُطوط العريضة لإختيار حاكم للأُمة

بعد خروج بيان مجلس شُورى العلماء لتأييد الشيخ حازم أبو إسماعيل أصبح من الواضح –الذي لا يُجادَلُ فيه- أن التيارات الإسلامية لن تجتمع على رجل واحد كما ظَنُّوا –إدعوا- هم أنفسهم ذلك ، و ادَّعوا أنهم فى طريقهم لتحقيق ذلك المأرب ، إلا أني – وذلك من باب الإستقراء و التتبع- كنت قد بينت فى (بحث تناغم الفرق المتعارضة) إستحالة ذلك وتعارضه مع السنن الكونية ، لذا أرى أنه من الواجب على الناس أن يروا عيوب من يرشحونهم ( مع إضطرارهم لترشيحهم ولو من باب المصلحة الراجحة ، كأكل الميتة وشرب الخمر ) حتى تقل الصدمة وتُتَجَاوَزُ الفتنة ، ولابدَّ أَلاَّ يُكتفى بإطراء بعضهم – كالإسلاميين مثلا- فيقع بذلك ضرر عظيم على الأُمة و على المرشحين أنفسهم.
من أجل ذلك وغيره وجب التذكرة بالآتي:
1-           لابد من إختيار رجل مسلم دَيِّنٌ عالم عارف ، من الذَّابين عن الإسلام العارفين بحقوق البلاد و العباد ، و أن يكون عالماً عاملا بالأحكام الشرعية والتى بِقَوَامِها تُحفظ الكليات الشرعية الخمس (الدين والنفس والعقل والنسل والمال ) فإن لم تتوافر تلك الصفات مجتمعة فى رجل ، فالتَنَزُّلِ لابدَّ وأن يكون بقدره.
2-           كنت آمل أن تجتمع مع تلك الهيئة الشرعية ، ممثلين من جميع طوائف الشعب ، خاصة منها ممثلى الأحزاب الدينية كالحرية و العدالة وحزب النور وغيرهما من الأحزاب الدينية –زعموا- حتى يتم جمع الصف الإسلامي وتوحيد الكلمة ، بخاصة أن تلك الهيئة هى نفسها تقريبا والتى تؤيد اليوم الشيخ حازم أبو إسماعيل كانت بالأمس القريب تؤيد تلك الأحزاب ، وأنا أخشى ما أخشاه أن أراهم غداً بمفردهم دون من يؤيدونه رئيساً ، كما أراهم اليوم دونَ من قاموا هم بتأيدهم بالأمس.
3-           لايجوز بحال من الأحوال الحُكم القطعي بوجوب ترشيح رجل بعينه رئيسا للبلاد ، و أفضل ما يحكم به فى هذا الشأن ، القول بالرجوح الظني لا أكثر من ذلك ، وإلاَّ فما زاد عن ذلك فهو من باب خَرْطُ القَتَادِ ، وعلى الإخوة الدعاة عموما و السلفيين خصوصا التورع عن مثل تلك التهويشات.
4-           كان يجب على إخواننا أعضاء مجلس شورى العلماء الموَقَّرين ، أخذ الميثاق على الشيخ حازم أبو إسماعيل أنه فى حالة ما إذا أُعلنت نتيجة تلك الإنتخابات – الوسخة – بفوز غيره من المرشحين –أيا كان اسمه وسَنَدُهُ- ألاَّ يقوم بإثارة الفتن فى البلاد و زعزعة الأمن و الإستقرار بتلك المظاهرات (المؤيدة و المعارضة) ، وأن يرضى بما سيقدره الله لنا وله ، وأن يعلم أن فى ذلك كل الخير.
5-           و كذا أخذ الميثاق عليه بالرجوع الى أهل العلم – إليهم- قبل إتخاذ القرارات المصيرية (النوازل) ، خصوصاً تلك التى من شأنها إدخال البلاد فى مشاكل خارجية لاطاقة للبلاد و العباد على تحملها فى ظل تلك الظروف التى تمر بها.
6-           يجب عليهم كأصحاب صوت مسموع وسط الساحة الدعوية ، أن يقوموا بأنفسهم وبإلزام غيرهم من الدعاة -يقدرون على ذلك- بتهدئة الساحة وعدم إثارة التشنجات لمرشح بعينه من المرشحين – أيا كان- حتى لانقع فيما قد يُراد لنا الوقوع فيه من تصادم بين فئات الشعب المختلفة الفكر والعقيدة ، وانفراد فئة من تلك الطوائف بتأييد رجل بعينه ، و القدح فى الآخرين ، فعلى الدعاة الى الله الحرص على تنبيه الناس الى عِظَمِ وخطر مرد هذا الامر ، من وقوع خصومات بين الناس وفتن عظام بين الجميع تؤدي بنا الى مالا يُحمد عُقباه ، بخاصة أنه فى الفترة الآخيرة لا يخفى على أحد كَمَّ الأسلحة التى دخلت البلاد عبر منافذها الثلاث ، الشرقية و الغربية و الجنوبية ، والله اعلم بسبب ذلك وعدده ، نسأل الله السلامة مما توخينا من الإبانة.
7-           وليعلم الخطباء أنهم حين يقفون فوق منبر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، فإن دوره ووظيفته الأساسية هى توجيه الناس وإرشادهم ، أي ما يجمعهم ويؤلف بين قلوبهم ، لا أن يثير حفيظة البعض ويُلَبَّس على البعض ويُلزم الجَمْع بما لم يُلزمهم به الله سبحانه.
8-           على إخواننا المسئولين عن قواتنا المسلحة (الجيش) توخي الحذر مما قد ينتج عن فوز مرشح بعينه ، من فصيل من فصائل الساحة ، سواء كان ذلك برضاء و تأييد من الجيش أو بخلافة ، ففي كل الأحوال الناس لن تجتمع على أحد ، بل الكل مفترقون ولن يزالوا ، فعلى الجيش التأهب لتلك الفوضى التى يسميها الغرب زعموا –الفوضى الخلاقة-.
9-           على كل فرد من أفراد المجتمع أن يُخلص مع الله سبحانه وتعالى وأن يتقيه فى إختياره للرجل ، الذي يراه –هو بنفسه أو بغيره- مناسبا للقيام بهذا المقام الكبير ، وأن يعلم أن هذا الامر مسئولية عظيمة معلقة على عاتقه وأن الله سائله عنها يوم القيامة ، وأن يترك كل واحد منا هواه وأن يُؤثر الحق و المصلحة العامة للبلاد و العباد على هواه الشخصي.
10-     عند مسلم رحمه الله بَاب فَضِيلَةِ الْإِمَامِ الْعَادِلِ وَعُقُوبَةِ الْجَائِرِ قال : حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ ، قَالَ : أَتَيْتُ عَائِشَةَ أَسْأَلُهَا عَنْ شَيْءٍ ، فَقَالَتْ :"مِمَّنْ أَنْتَ ؟ ، فَقُلْتُ : رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ ، فَقَالَتْ : كَيْفَ كَانَ صَاحِبُكُمْ – وهو ابن خَدِيجٍ - لَكُمْ فِي غَزَاتِكُمْ هَذِهِ ؟ ، فَقَالَ : مَا نَقَمْنَا مِنْهُ شَيْئًا إِنْ كَانَ لَيَمُوتُ لِلرَّجُلِ مِنَّا الْبَعِيرُ ، فَيُعْطِيهِ الْبَعِيرَ ، وَالْعَبْدُ فَيُعْطِيهِ الْعَبْدَ ، وَيَحْتَاجُ إِلَى النَّفَقَةِ فَيُعْطِيهِ النَّفَقَةَ ، فَقَالَتْ : أَمَا إِنَّهُ لَا يَمْنَعُنِي الَّذِي فَعَلَ فِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَخِي أَنْ أُخْبِرَكَ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ فِي بَيْتِي هَذَا :اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا ، فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ".
11-     عند مسلم رحمه الله كتاب الإمارة باب الأَمْرِ بِلُزُومِ الْجَمَاعَةِ عَنْدَ ظُهُورِ الْفِتَنِ  قال : حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ ، حَدَّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ ، عَنْ أَبِي قَيْسِ بْنِ رِيَاحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ قَالَ :"مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ، وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ ، وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا وَلَا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا ، وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

المتابعون