بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 11 أبريل 2012

تفريغ شريط عورة المرأة المسلمة على المسلمة و المحارم


منقول / من اشرطة الإمام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
الوجه الأول
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد ألَّا إله الا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله "يَا أَيها الذين آ مَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَا ته ولاتموتن إلا وأنتم مُسلمُون "، " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا" ، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴿٧٠﴾ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا" .
أما بعد، فقد بدا لى أن أذكر إخواننا الحاضرين في هذه الجلسة المباركة إن شاء الله ومن يبلغهم كلمتي بأمرٍ أظن أن كثير من المسلمين هم منه من الغافلين ولا يخفى على أحد أن تذكير الناس بما هم عنه غافلين وله جاهلون أولى من أن نطرق مسامعهم بأمور طالما سمعوها من الخطباء والمدرسين والوعاظ والإذاعات ونحو ذلك من الوسائل التى يسرها الله عز وجل في هذا العصر الحاضر ولما كان من قوله عليه الصلاة والسلام " خير الناس أنفعهم للناس  " فلا شك أننا نأخذ منه أن نفع الناس إنما يكون بتعليمهم بما هم به جاهلون أو بتذكيرهم بما هم عنه غافلون .

ومن هذا القبيل أن نعرف ما هى عورة المرأة المسلمة بالنسبة للمرأة المسلمة علما أنه مذكور في بعض الكتب الفقهية أن عورة المرأة أمام المرأة المسلمة هى كعورة الرجل مع الرجل أى من السرة الى الركبة ، ومعنى هذا أنه يجوز للمرأة المسلمة أن تظهر أمام أختها المسلمة وقسمها الأعلى أى نصف بدنها الأعلى عارى ومكشوف، وكذلك ما تحت ركبتيها، والذى أريد أن أذكركم به هو أن نعلم قبل كل شيئ أن هذا الحكم ليس له دليل في كتاب الله ولا في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وشيئ آخر أن كتاب الله يدل على خلاف هذا التوسع في تحديد عورة المرأة مع أختها المسلمة .

وعلماء التفسير يذكرون أن هناك بالنسبة للمرأة زينتين، زينة ظاهرة وزينة باطنة وأخذوا هذا من آيتين كريمتين، الآية الأولى قوله تبارك تعالى : "....وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا....." النور31، ولا يبدين زينتهن للرجال الأجانب إلا ما ظهر منها، الزينة الظاهرة لها علاقة بالأجانب، والزينة الظاهرة كما ثبت في غير ما حديث مرفوع الى النبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إنما هو بالنسبة للمرأة، الوجه والكفان فقط، وما سوى ذلك فهى زينة باطنة وهى التى لا يجوز لها أن تظهر شيئ منها أمام الغرباء عنها.

أما الزينة الباطنة فهى مما أباح الله عز وجل أن تظهرها لمحارمها كلهم ولنساء المسلمين في الآية المعروفة إذ قال ربنا عز وجل: " وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ " النور31  يسرد الله ربنا تتمة المحارم إلى ان وصل إلى نسائهن وقوله تبارك وتعالى: أو نسائهن فيه دلالة صريحة على أنه يجوز للمرأة المسلمة أن تظهر من زينتها الباطنة ما تظهر لأبيها ولأخيها وأختها وغير ذلك من محارم وكذلك عورة المرأة مع المرأة المسلمة محدودة بهذه الزينة الباطنة ولنفهم ما هى الزينة الباطنة يجب أن نرجع إلى ما كان عليه النساء في الجاهلية وقبل دخولهن في الإسلام وحينما آمن بالله ورسوله وتبنوا الإسلام دينا جاءت هذه الأحكام لتبين لهذه النسوة ما يجوز لهن بالنسبة للأجانب وهو الوجه والكفين فقط وهى الزينة الظاهرة وما يجوز لهن بالنسبة للمحارم وهى الزينة الباطنة .

فما هى الزينة الباطنة ؟ هنا يجب أن نقف قليلا عند تفسير العلماء لقول الله تبارك وتعالى : " وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ " النور31  ، ما المقصود بهذه الكلمة لا يبدين زينتهن ، هل المقصود الزينة نفسها أو نوع الزينة أي ما معنى الآية هل يبدين مواضع الزينة ولو لم يكن عليها شيئ من الزينة أو المقصود لا يبدين تلك المواضع وعليها الزينة ، فلا شك أن القول الصحيح الذى اعتمده علماء التفسير أن المعنى لا يبدين مواضع الزينة وليس المقصود لا يبدين الزينة ذلك لأن المرأة إذا أخذت عقداً تضعه على صدرها، في يدها فقد أبدت الزينة هل هذا هو ما نهيت عنه؟؟ الجواب لا، وإنما نهيت عن ابداء الزينة وهى في موضعها ، إذن المقصود من الآية ولا يبدين زينتهن أى مواضع الزينة إلا لهؤلاء المحارم ثم للنساء المسلمات كما ذكرنا.

ومعنى هذا أننا نستحضر في أذهاننا أن هناك مواطن لم يكن حتى هذه الساعة من عادة النساء أن يضعن زينة عليها فمثلاً : هل في الفخذ زينة؟؟ الجواب لا، هل في الظهر زينة؟ الجواب لا، هل على الثديين زينة؟؟ الجواب لا، هل تحت الإبط زينة؟ الجواب لا، إذن ربنا عز وجل في هذه الآية إنما أباح للنساء أن يظهرن للمحارم مواضع الزينة من أبدانهن ليس إلا ولا أكثر من ذلك أبداً.

ولكى نتأكد من ذلك يجب أن نستحضر قول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، "المرأة عورة فإذا خرجت من بيتها إستشرفها الشيطان" يعنى تطلع إليها وأوحى إليها مما يوحى لإفتانها بمثل ما لو قال الشخص لآخر أهلا وسهلا ما أجملكِ ، ما أحسنكِ ، ما أحلاكِ وهكذا ..، إذن هذه المرأة التى هى كلها عورة إلا ما استثنى الشارع ، فقد عرفنا من الزينة الظاهرة أن الشارع أكثر ما استثنى بالنسبة لزينتها الظاهرة أمام الأجانب إنما هو الوجه والكفين فقط ، وبالنسبة للمحارم إنما استثنى مواطن الزينة ، فما هى مواطن الزينة التى كانت في عهد الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذلك محصور في مواضع معروفة ، أول ذلك مثلا الأساور في المعصم ثانى ذلك الدُملج الذى كان يوضع في عضد المرأة، ثالثًا الطُوق (السلسلة) توضع على الرقبة وعلى شيء من الصدر، أخيرًا الخَلخَال الذي أشار ربنا عز وجل إليه وبين أنه من الزينة الباطنة حين قال : " وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ " ،  فكانت المرأة التي تنحرف ولو بعض الشيء عن الحجاب الشرعي والآداب الإسلامية التي يجب على المرأة المسلمة أن تتزين بها، وأن تتخلق بها أنها تضرب بأرجلها ليَسمع الرجالُ صوت الأجراس التي كانت تُوضَع على الخَلخَال فيكون له رَنَّة فهذه الرنَّة تُلفت نظر الرجال إليها هكذا كان يفعل بعض النساء ولا سِيما في أول الإسلام حينما كانوا حديثي عهد به فأدّبهنَّ الله تبارك وتعالى في هذه الآية فقال : " وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ" .

إذًن هذه آخر زينة معروفة في زمن الإسلام الأول، فإذا ما علمنا من الآية السابقة أنَّ الله عز وجل أباحَ للنساء أن يُظهرنَّ مواطن الزينة وقد عرفنا هذه المواطن ينكشف لنا بوضوح ماهي المواضع التي يجوز للمرأة أن تظهر بها أمام أبيها، و أخيها ، وابن أخيها، ثم بالنهاية أمام نساء المسلمات. إذًن عندنا اليد وإلى قريبًا من العَضُد حيث كان الدُملج، ثم عندنا الرأس حيث عليه شيء من الزينة في الأذنين و العنق كما ذكرنا، ثم القدم وشيء من الساق الذي عليه الخلخال هذا، هذه هي المواطن التي أباح الله عز وجل للمرأة أن تكشفها أمام محارمها وأيضًا أمام أختها المسلمة.

و الآن كيف يعيش المسلمين في بيوتهم، يعيشون بتعرٍّ أشبه ما يكون بتعري النساء اللاتي لا يعرفن دين الله تبارك و تعالى؛ لا أدري ما مبلغ هذا التعري في البيوت لأني حديث عهدٍ بهذه البلاد، لكن عندنا في سوريّة وفي مصر حدّث ولا حَرج عن توسع الناس في بيوتهم بالتكشف، تَكشِف المرأة عن شيء كثير من بدنها فوق ما أباح الله لها من إظهاره ألا وهو مواطن الزينة فقط مثلا قد ابتلينا باللباس القصير الذي ليس له أكمام، اللباس الداخلي والذي يسمى في لغة العرب القديمة بالتُبان ويعرف اليوم بالشُورت (بنطلون الشورت القصير) الذي يظهر دونه الأفخاد، فالنساء اليوم تلبس الأم والبنت مثل هذا اللباس القصير فتجلس البنت أمام أمها، بل وأمام أخيها الشاب الممتلئ فتوةً و شهوة فترفع رجلها وتضعها على فخذها فيظهر فخذها مكشوفًا عاريًا بحجة ماذا ؟! بحجة مافي أحد غريب هذا أخوها !! هذا خلاف الآية السابقة لأنّ الله كما ذكرنا إنما أباح الكشف عن مواضع الزينة فالفخذان لم يكونا يومًا ما مواطن للزينة وعسى أن لا يكون ذلك أبدًا كذلك تخرج المرأة أمام أخيها فضلا عن أنها تخرج كذلك أمام أبيها وهي عارية الزندين، هذا خلاف النص السابق لا يبدين زينتهنّ إلاّ لبعولتهنّ فهنا العضد ليس زينة، والابط ليس زينة فكل هذا باق على التحريم في حدود تصريح قوله صلى الله عليه و آله و سلّم : ( المرأة عورة ( .

وأكثر من ذلك يقع .. تدخل المرأة الأم الحمام (حمام المنزل) فتأمر ابنتها بأن تُدِّلك لها ظهرها فتكشف عن ظهرها وعن ثدييها، والقسم الأعلى كما قلنا من البدن، و لا حرج إطلاقًا، من أين جاء هذا ؟! مع أنّ الآية صريحة بأنه إنما أجازَ ربنا عز وجل للمرأة أن تكشف فقط عن مواضع الزينة، و الصدر ليس موضعًا للزينة، و الظهر ليس موضعًا للزينة، لذلك كان سلفنا الصالح رضي الله عنهم يعيشون في بيوتهم في حدود السِترة التي رخص الله عز وجل لهنّ بها، فلم يكن هناك هذا التعري الذي فشا اليوم في البلاد الإسلامية.
فأنا أريد أن أذكّر بهذا المفهوم الصريح في القرآن وأن نتأدب بأدب القرآن وأن نؤدب بذلك نساءنا و بناتنا، و لا نتأثر بالأجواء المحيطة حولنا لأنّ هذه الأجواء إنما تحكي تقاليد أوروبّية كافرة في الغالب، وإذًا علينا أن نقف عند هذه الآية: " وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ "  ثم قال تعالى : " أو نسائهنَّ "  و النساء هنا هنّ نساء المسلمات ولذلك هنا أدب آخر يجب أن نتنبَّه له وهذا يقع في هذه البلاد التي امتنّ الله تبارك وتعالى عليها بالمال الوفير فقد رأيتُ هذه البلوى حيث لا نراها في البلاد الفقيرة الأخرى، و هي استكثار المسلمين من استخدام النساء الكافرات فضلا عن الرجال خدمًا لهم في بيوتهم، فتدخل المرأة الخادم الكافرة إلى غرفة المرأة المسلمة و هي كما تقف أمام زوجها، هذا لا يجوز، يجب على المرأة المسلمة أن تتحجب أمام المرأة الكافرة كما لو كانت هذه المرأة رجلا مسلمًا فضلًا عن كافر.


فلا يجوز للمرأة المسلمة أن تكشف عن شيء من زينتها الباطنة للمرأة الكافرة ، لأن الله عز وجل إنما أباح لها أن تكشف عن مواضع الزينة للمرأة المسلمة، ولذلك فلم يكن عبثًا قول الله تبارك وتعالى حين أضاف النساء اللاتي يجوز للمرأة أن تظهر أمامها إلى المسلمات فقال: " أو نسائهنَّ " ولم يقل أو النساء، فيشمل حين ذاك النساء كلهنّ سواءً كنّ مسلمات أو كافرات، لم يقل شيئًا من ذلك، وإنما قال: أو نسائهنّ. فلا يجوز إذًا للمرأة المسلمة أن تتسامح مع الخادم الكافرة فتظهر أمامها كما تظهر أمام المرأة المسلمة، وفي هذه الحدود التي ذكرناها من كتاب الله تبارك وتعالى هذا ما أردتُ أن أذكر به و الذكرى تنفع المؤمنين.

والآن نتلقى ما عندكم من الأسئلة لنجيب عنها بما ييسر الله وإذا كان أحد له ملاحظة أو سؤال حول هذه الذكرى فعسى أن نتعاون في فهم ذلك السؤال أو إجابة ذلك الإشكال.


سؤال: [عن الولادة والوضع]: قد يكون الدكتور غريب أثناء الوضع:
الجواب: ما علاقة هذا بالسؤال؟ هذا له علاقة بالضرورات التى بحثناها بالأمس القريب – الضرورات تبيح المحظورات وقلنا أنه لا يجوز للمرأة أن تعرض نفسها لتكشف عن عورتها أمام المرأة فضلا عن الرجل إلا لضرورة، فالآن أنت تعيد نفس السؤال، وليس له علاقة بالبحث السابق اطلاقاً، والجواب معروف الضرورات تبيح المحظورات، ما في ضرورة فلا يجوز.
سؤال: ما حكم ذهاب النساء الى النساء اللاتي يعملن مزيلات للشعر، حيث يتكشفن عليهن أحيانا تكشفا كاملا.
الجواب : هذا أيضا سؤال لا محل له من الإعراب تأخذ الجواب من النص السابق
سؤال : ما الحكمة من عدم كشف شعر المسلمة أمام الكافرة؟
الجواب : بمناسبة هذا السؤال، أريد أن ألفت النظر أن حكم التشريع ليست مبينة في الكتاب والسنة، وإنما يمكن الوصول إلى بعضها بالنسبة لطريقة الإستنباط والتفكر ومن بعض العلماء وليس منهم جميعا، ونحن نعلم أن كثيرا من الأحكام الشرعية تعبدنا الله تبارك وتعالى بها وطلب منا أن نسلم بها تسليما إمتحانا لنا أن نؤمن أو نكفر، فإذا كان هناك حكم شرعى وجب الإنقياد والإستسلام له مباشرة، إن تبين لعالم ما حكمة ما فلا بأس من إظهارها ولكن بشرط الا يعتاد المسلمون على ألا يتقبلوا احكام الله المنصوصة في كتاب الله أو في حديث رسول الله إلا إذا عرض الحكمة حينئذ هذا ينافى الإيمان والتسليم.

فبالنسبة لهذه المسألة نحن نقول قد عرفنا من الآية السابقة أن المرأة عورة بالنسبة للكافرة كالرجل، ما الحكمة؟ قد يقول قائل – وقد يكون أنا - : لا أدرى ، فماذا يكون موقف السائل إذا سمع جواب (لا أدرى)؟؟ فهل يبقى شك في نفسه لأن الشيخ ما عرف حكمة هذا الحكم الشرعى؟؟ ، طبعا لا يجب أن لا يكون موقفه كذلك ، وإنما يجب أن يسلم تسليما كما هو النص في القرآن الكريم .

أما الحكمة الظاهرة ، فمن البين أن المرأة الكافرة. شعورها وذوقها وتربيتها، تختلف كل الإختلاف كما نشاهد عن تربية المرأة المسلمة ، فمثلا هى لا تتحرج أن تخادن الرجال وأن تصادقهم وأن تخرج معهم في الخلوات الى آخره وذلك لأنه لا يبقى عند هؤلاء النسوة شئ مما يعرف في لغتنا الإسلامية بالغيرة ، " إن سعداً لغيور وإن الله لأشد غيرة من سعد " فمن أجل ذلك حرم المحارم ، فالكفار ليس عندهم شئ اسمه الغيرة حتى سمعت أنه في بعض اللغات الأوروبية لا يوجد لهذه اللفظة العربية مرادف في لغاتهم لأنهم لا يعرفون الغيرة ما هى .

الشاهد ، لما كانت المرأة الكافرة بهذه المثابة فهى حينما تخالط المرأة المسلمة وترى شيئ من زينتها الباطنة كما ترى المرأة المسلمة ، فقد يكون هذا سبب لأن يدعوها إلى أن تصف ملامح هذه المرأة وجمالها إلى بعض الرجال سواء كانوا من المسلمين أو من الكافرين فيكون ذلك سببا لفتح طريق لتقع هذه المرأة في فتنة لا قبل لها بردها ، قد يكون هذا من الحكمة وأنا في النهاية أقول إن كان هذا صوابا فمن الله وإن كان خطئاً فمن نفسى ولكن عليكم أن تتبنوا حكم الله وأن تسلموا له تسليما .

السائل : جاء عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها خرق الله عنها سترها"
نرجو بيان معنى هذا الحديث.

الشيخ : هذا الحديث له علاقة بالبحث السابق أي إن المرأة إذا زارت امرأة في بيتها ولو لم يكن هناك أحد من الرجال فلا يجوز لها أن تكشف عن مواطن زينتها إلا بالمقدار الذى سمح الشارع به أما إذا كان هناك رجال فيجب أن تظل في حجابها الذى تمشى به في الطرقات، هذا معنى هذا التهديد والوعيد، أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت أبيها أو زوجها (...) فقد هتكت الستر الذى بينها وبين ربها ، وهذا معناه باختصار ، أنها لا تكشف عن عورتها أمام المرأة المسلمة وقد عرضنا أنها كلها عورة إلا مواضع الزينة وهى أماكن أصبحت معروفة عندكم إن شاء الله.

السائل : البعض يضعف زيادة في حديث اللعن العنوهم فإنهن ملعونات ، فإذا صحت هذه الزيادة فكيف يكون طريقة اللعن؟؟

الشيخ: الذين يضعفون هذه الزيادة هم في الواقع مبتدئون في هذا العلم فيظنون أن كل راوٍ تكلم فيه بجرح يصبح هذا الراوى حديثه ضعيفاً ، وليس الأمر كذلك فهناك قواعد ، وقد كنا وجهنا اليكم نصيحة بوجوب تعلم أصول الفقه وتعلم أصول الحديث حتى لا يقع بعض طلبة العلم في شيئ من الخطأ فقها أو حديثيا ، فهناك قواعد تقول في المصطلح أن الجرح مقدم على التعديل مع دوام سبب الجرح ثم بعد هذا البيان لابد أن يلاحظ هل هذا الجرح المدون هو في نفسه جرح يسقط الإحتجاج بحديث هذا الراوي أم هو قد يكون جرحا وقد لا يكون جرحاً .

ونحن نعلم من دراسة تاريخ كثير من أئمة الحديث وحفاظهم أن بعضهم كان عنده شدة في الجرح وكان يسقط الإحتجاج بالرجل لأدنى سبب مثلاً قيل لأحدهم : لماذا لا تروى عنه قال : لأنى رأيته راكبا برذوناً فما أدرى لعل البرذون غير معروف في بلادكم ، البرذون هو جنس من الفرس لكنه مكتنز اللحم وصغير الحجم ثم مشيته تختلف عن مشية الفرس المعروف ، مشيته سريعة ، ومن طبيعة الراكب يتمايل وكأنه يمشى خيلاء وهذا كانوا عندنا في سوريا يمتطيه طبقة معينة من الناس وهم الجباة الذين كانوا يجمعون من الفرانين الذين يخبزون الخبز وكانوا يومئذ يشترون القمح من المطاحن قبل أن تأتى هذه البلايا الى كثير من بلاد المسلمين التى تسمى بالإشتراكية وغيرها حيث وضعت الدولة على كل مرافق الأمة فكان الطحين يومئذ والقمح والشعير حر فكان التاجر الطحان يشترى ما شاء الله من القمح ويطحنه ويأتى الفرانيين يشترون من عندهم حاجتهم ولا يدفعون الفلوس إلا بعد شهر أو شهرين. لهؤلاء الطحانين جباة يركبون هذه البراريز فكانوا يمشون في الطرقات ويمرون على الفرانين يجبون ثمن ذلك الطحين. هذا النوع من الفرس وهو المسمى بالبرذون له مشية التى توحى الى الناظر اليه والى من يمتطيه بأنه كأنه يختال . فذلك المحدث قال انى رأيتى يركب البرذون

فلو دققنا النظر فهذا لا يعتبر جرحاً فهذا ركبه خيلاء أم ركبه لحاجة لا يستطيع ان يقول انسان كل ما ركب هذا البرذون إنما ركبه للخيلاء ، كما لو فرضنا اليوم مثلا أن انسان هنا في بلادكم يركب سيارة كاديلاك يعنى شئ ممتاز واوتوماتيك ، فهذا لا يمكن أن يقال أنه كل ما ركب هذه السيارة فهو ساقط الرواية لأنه ركبها خيلاء فقد يركبها رجل فاضل متواضع وقد يركبها أيضا رجل متكبر.

الخلاصة الراوى المجروح لا يسقط من درجة الإعتبار، درجة الإحتجاج بحديثه إلا إذا جرح بجرح (مكشوف) فتأتى في ترجمة بعض الرجال أقوال مختلفة منهم من يوثقه ومنهم من يضعفه ، فيذهب بعض المبتدئين في هذا العلم أنه مادام متكلم فيه إذن فإنه حديث ضعيف ، لا هناك مرتبة بين الضعيف حديثه ، وبين الرجل الصحيح حديثه، وهو من يكون حسن الحديث وهذه من الدقة بحيث أن الحافظ الذهبي رحمه الله وهو من تعلمون في الحفظ والنقد وهو صاحب الكتاب المشهور ميزان الإعتدال في نقد الرجال قال : من أدق علوم الحديث مع تمييز الحديث الحسن بين الصحيح والضعيف فهذا الذى يريد أن يحكم على هذا الحديث بالضعف ترى هل وصل الى هذه المرتبة أو قاربها بحيث يستطيع أن يميز الحديث الحسن من الضعيف والصحيح مع قول الذهبى هذا من أن هذا من أدق علوم الحديث .

الخلاصة : أن هذا يعد تعجل من بعض طلبة العلم من أخواننا الذى شرح الله عز وجل صدورهم للإشتغال بهذا العلم الشريف حيث أعرض عنه كبار الرجال والمشايخ فنحن ننصحهم بأن يستمروا في هذه الدراسة ولا يتعجلوا في إصدار الأحكام التى يتبناها أو التى تظهر لهم، هذا من حيث الجواب عن مرتبة الحديث .
أما الجواب عن الشق الثانى من السؤال وهو على افتراض ثبوت الحديث فتطبيقه كما قلنا أكثر من مرة كما يطبق القاعدة التى أسسها الرسول صلى الله عليه وسلم بالنسبة للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر حين قال : " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان "
لا فرق أجر المسلم بين أن ترى إمرأة تمشى متبرجة في الطريق أو رجلاً كاشفا عن فخذيه هذا خالف الشرع وتلك خالفت الشرع، فماذا تفعل؟ ، فلو كنت في دولة تحكمها الإسلام لكان أقل ما تستطيعه أنك تقرعه ليس بالعصا وإنما أقول بالكلام وتنهره وتأمره بأن يستر عورته وليس له عليك من سبيل أما اليوم فلو فعلت شيئاً من ذلك فلربما يكون في بعض البلاد يكون مصيره إلى السجن ، لذلك فإننا إذن لاحظنا هذا التحلل وعدم وجود ناصر للآمرين بالمعروف والناهون عن المنكر فنرى المنكرات في الطرقات شائعة ونكتفى بالإنكار بالقلب ونقول ربما بلساننا في ذوات أنفسنا اللهم إن هذا منكر لا نرضى به.

إذن فإن هذا المنكر وهو المرأة المتبرجة أو أى منكر آخر تستطيع تغيره بلسانك ، على الأقل اليوم ، لا نستطيع لأنها تقول لك أنا حرة ، وما لك علاقة بكذا وربما تستدعى الشرطى والشرطى يأخذك للمخفر وربما تقع بعد ذلك أمور سيئة وما ندرى ما هى عواقبها ، فإذا كنت لا تستطيع أن تعظها ، فإذن هذا الحكم تقوله بينك وبين نفسك ولا تسمعها إن كنت تخشى ، أما إذا كنت لا تخشى شيئا فالحكم أن تسمعها من باب الردع لها عن هذه المعصية الكبيرة.

الوجه الثاني
 السائل : السؤال يتعلق بالموضوع ، فيقول إذا زارت أختها المسلمة وارادت أن تغير ثيابها فهل لها التغيير في بيت أختها المسلمة ؟؟؟
الشيخ : إذا كان المقصود تغيير الثياب الداخلية فقد فهم الجواب سابقا لا يجوز، تتعرى وتلبس
السائل : هى تدخل مكان لا يوجد فيه أحد فتنزع الثياب النظيفة هذه وتلبس ثياب المنزل.

الشيخ: هل هذا بيت الغريب عنها؟؟ ما يجوز أبداً وهذا معنى الحديث السابق في غير بيت زوجها أو أبيها فهذا البيت ليس بيت أبيها أو زوجها فلا يجوز أن تتعرى ولا يجوز أن تستحم ، فهناك بعض النساء من باب الصداقة والمودة تأتى المرأة من بيتها إلى بيت صديقتها فتدخل الحمام وتنزع الثياب وتستحم وتغتسل ولا ترى في ذلك حرجاً هذا خلاف هذا الحديث الصحيح فلا يجوز للمرأة أن تتعرى هذا التعرى خشية أن تفاجأ بما لم يكن في الحسبان وخشية أن يهجم عليها بعض الناس وقضية الهجوم يعنى الخطف ، ونحن نعيش اليوم قريبا فيمكن أن يقع مثل هذا إذا ما عرف بعض الناس مثل هذه الخلوة .

ولذلك قال عليه الصلاة والسلام "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يُدخل حليلته الحمام" أى حمام؟؟ حمام البيت أم حمام السوق؟؟ لأنه قديما والى اليوم في بلاد الشام موجودة هذه الحماميم ، بناية ضخمة وفيها ماء بارد وماء ساخن ، وللنساء يوم خاص أو أكثر من يوم يدخلن ويستحمن فيه ويتعرين تماماً، هذا مما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته أى زوجته الحمام أى حمام السوق ومثل حمام السوق حمام غير بيتها المهم أنه لا يجوز لها أن تتعرى في غير بيتها إلا أن يكون هناك محارم فهذا كما سمعتم من نفس الحديث فهو جائز .

السائل : يقول ما حكم أن تصلى صلاة الجنازة في مصلى داخل سور المقبرة ، السور متسور على أرض ما كانت مقبرة سابقاً؟؟
الشيخ : لقد بحثنا في هذه المسألة من قريب والجواب باختصار أن هذا المصلى إن كان ليس من الممكن نقله وإخراجه خارج سور المقبرة فعلى الأقل يجب رفع الجدران بحيث يصير المصلى مفصولا عن المقبرة فصلاً تاما وبحيث أن القائم هناك في صلاة الجماعة لا يرى شيئا من تلك المقابر، لكن الحل الجذرى هو إخراجه وقد علمت بل شاهدت أنكم ما شاء الله عندكم أراضى واسعة وبيوت اقل إنسان منكم يتسع لعديد من بيوت الناس عندنا في سوريا ، فإن كان هذا ممكن وهو ممكن أن تقتطع أرض بجانب المقبرة خارج المقبرة ويتخذ مصلى للجنائز ثم تؤخذ الجنازة إلى المقبرة من أقرب طريق هذا هو الحل الجذري لهذه القضية .

السائل : يقول ما حكم من رضع ثدى امرأته بعد ولادتها ، وهذا السؤال كثير ما يقعون فيه الناس الآن .

الشيخ : لا يترتب منه شيئ لأن الحليب الذى يحرم إنما هو كما جاء في بعض الأحاديث ما أنبت اللحم وأنشز العظم فالرجل حينما يشرب من حليب زوجته لا يؤثر فيه فلا ينبت لحمه ولا يشد عظمه ولا ينشزه فلا رضاع في هذا السن إطلاقاً وبعد ذلك ليس هناك (.......) بعض النصوص من مثل هذه الرضاعة.

السائل : يقول في كثير من كتاباتكم ودروسكم تردد كلمتين التصفية والتربية فما المقصود من هاتين الكلمتين ثم يقول أيضا البعض يرى أن الطريق السلفى طريق طويل ولا يؤتى ثماره إلا بعد سنوات طوال وهذا يؤخر مسيرة الحركة الإسلامية ويعطل طريقها فنحن نريد حياة اسلامية جديدة ، فما قولكم ؟؟ وثم ايضا سؤال تكميلى لهذا مشابه له ، يقول أن السلفيين لا يأخذون بأقوال الأئمة والعلماء السابقين وإنما جاءوا بشيئ جديد
الشيخ : أولا يسأل السائل ماذا تعنى بالتصفية والتربية وأنا لا أقول التصفية والتربية إلا وأشرح معاني فما أدرى كيف أن السائل سمع أنني أكرر _______________ نهاية الوجه الأول
الوجه الثانى
إذن، من هذا القبيل الشئ الكثير، كذلك تصفية كتب التفسير من الإسرائيليات فهناك في اسرائيلية واحدة تهد عقيدة مسلم إذا آمن بواحدة منها ولا أريد أن أدخل في التفاصيل، هذا الذى أريده بالتصفية أما التربية وهو أن أربي أزواجنا وأولادنا على هذا الإسلام المصفى فأى شئ في هذا ؟؟

أما قول السائل أن البعض يقول إنه يعنى أن طريق السلف هو طويل وأنه طويل جداً فأنا أبشره بأن هذا الطريق الطويل مهما طال فسوف لا يبلغ بإذن الله المدة التى قضاها نوح عليه السلام بألف سنة إلا خمسين عاما وهو لا يعمل شيئا سوى أنه كان يقول لهم كما قال الرسل من بعده والأنبياء كذلك ، فكان يقول لقومه اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت . وظنى أن هؤلاء الذين يستكثرون هذه المدة وهى مجهولة بطبيعة الحال على الدعوة الإسلامية الصحيحة وهى دعوتنا السلفية أنهم كأنهم لا يقرأون القرآن وإن كانوا يقرؤنه فهزا كهز الشعر ولا يتدبرونه وكأن الله ما قال لهم في كتابه "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" هل من هؤلاء من يعتقد أن نوحا عليه الصلاة والسلام كان أسلوبه في الدعوة فيه شدة فيه قسوة فيه رعونة ولذلك ظل في قومه هذه المدة الطويلة وما استجابه وما آمن معه إلا قليل ، أم الأمر أن القوم كانوا غير راغبين في تبنى دعوته وهي دعوة حق فلهذا طال أمد دعوته دون أن يؤمن معه إلا قليل لا شك أن هذا الإحتمال الثانى هو الواقع ، أما افتراض أن نوح عليه الصلاة والسلام كان اسلوبه غير مناسب وغير حكيم فهذا كفر لأنه كما ثبت في الحديث الصحيح لأنه أول رسول أرسله الله عز وجل الى أهل الأرض فهو يوحى إليه من السماء فلابد أن اسلوبه كان أحسن الأساليب بالنسبة للناس الذين لم يرسلوا من قبل رب العالمين تبارك وتعالى .

إذن من أين جاء هؤلاء أن المسلم ينبغى أن يختار الطريق القصير ولا يختار الطريق الطويل ولو كان الطريق الطويل يوصل الى الهدف والطريق القصير لا يوصل الى الهدف ، ثم من عجائب تناقض هؤلاء أن هذه الدعوة السلفية التى خطها طويل وطويل ونحن نؤمن بهذا ونشكر الله عز وجل على أن ألهما أن نمشى في هذا الخط الطويل لأنه هو الصراط المستقيم . من العجيب أن هؤلاء يتناقضون يقولون في نفس ما جاء في السؤال وهذه الشنشنة نعرفها قديما من أقدم كما يقال ، هذا يعلق استئناف الحياة الإسلامية ، فيل ايت شعري ما هذه الحياة الإسلامية التى يريد هؤلاء أن يستأنفوها ؟؟ هل هى حياة اسلامية مطابقة لما كان عليه الرسول صلوات الله وسلامه عليه ، خليكوا معانا يا أخواننا ، دائما الإنسان يعمل عمله في سبيل راحتكم ، ماذا يريد هؤلاء من قولهم بأن هذا المسير وهذا الطريق الذى يسلكه السلفيون طويل الأمد ويؤخر ويعوق استئناف الحياة الإسلامية . ما هى هذه الحياة الإسلامية ، إن كانت هذه الحياة الإسلامية هى حياة الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة وهى هى يقينا ويريد هؤلاء معنا أن نستأنفها فهل هناك طريق قصير أو طريق أقصر من هذا الطريق الذى يسلكه كل هؤلاء الدعاة السلفيون في كل بلاد الإسلام ؟؟ نحن لو جاز لنا أن نتحدى ولسنا في طريق التحدى ، لتحديناهم ولقلنا لهم هاتوا الطريق الأقصر الذى يؤدى إلى استئناف الحياة الإسلامية كما كانت على عهد النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونحن معكم على طول الخط.

ولكننا نقطع بأن الصراط المستقيم هو في هذا الخط الطويل ، والطريق القصير هو ذلك الخط المتعرج الخارج على الخط المستقيم وهذا نبيكم صلى الله عليه وعلى آله وسلم كأنما يرسم لكم على الأرض هذا الإختلاف في المنهج وفى الدعوة إلى الإسلام وفى محاولة استئناف الحياة الإسلامية الصادقة ، لقد جاء في مستدرك الحاكم وغيره بسند قوى عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال : خط لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم خط مستقيما وخط من حوله خطوطا قصيرة على جانبيه ثم قرأ عليه الصلاة والسلام : "وأن هذا صراطى مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله" ثم قال عليه الصلاة والسلام " هذا صراط الله (خط مستقيم طويل) قال :وهذه طرق قصيرة على جانبى الخط المستقيم وعلى رأس كل منها شيطان يدعو الناس إليه" وكنت أقول ولا أزال إن من أعلام نبوته عليه الصلاة والسلام الكثيرة والكثيرة والتى لا تعد ولا تحصى هذا الرسم لأنه رسم خطاً مستقيما طويلا ورسم على جانبيه خطوطاً قصيرة ووصف هذا الخط المستقيم بأنه صراط الله ووصف الخطوط القصيرة حوله تعرج اليه بأنها طرق الشيطان وأنه على كل طريق من هذه الطرق القصيرة شيطان يدعو السالكين على الخط المستقيم هلم هلم إلى أين أنتم تنطلقون وإلى متى أنتم واصلون أنظروا هذا الطريق ما أقصره أليس في هذا آية من آيات الرسول عليه السلام ؟؟ أنه نظر الى المستقبل بإبصار الله عز وجل إياه وكأنه يقول أن المسلمين سوف يختلفون على الطريق الذى عليه أن يسلكوه لإعادة الحياة الإسلامية وتحقيق الدولة المسلمة ، فبعضهم يتخذ الخط المستقيم فلا يبالى ممن حوله من مثبطين ومن مشككين و و إلى آخره ، يظل يمشى مستقيما حتى يصل إلى الهدف وليس هو مكلف أن يصل إلى الهدف وإنما هو مكلف أن يستمر واضع نصب عينيه الهدف ، فإن وصل فبحمد الله وإن لم يصل مات وقد أعذر إلى الله تبارك وتعالى .

أما هؤلاء الذين يستجيبون لدعوة الشياطين نظروا الى هذه الطرق القصيرة، وهذا الطريق طويل فدعوا هذا الطريق وتعالى إلينا ، هل هم بعد أن عرفوا هذا الحديث وهذه الصورة البديعة التى صورها الرسول عليه الصلاة والسلام لا وجه لإنكار على الدعاة السلفيين أن طريقهم طويل ، الحمد لله الذي وفقنا لنسلك هذا الصراط المستقيم مهما كان طويلا ، لأن الحقيقة رجل من الجاهلية كان أقل من كثير من المسلمين اليوم بل ومن دعاتهم ، من ذلك الرجل ؟؟ هو ذلك الشاعر المشهور بإمرؤ القيسن لما قال (أنا لست بشاعر فساعدونا):

بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه **** وأيقن أنا لاحقين بقيصرا
فقلت له: لا تبك عينك إنما **** نحاول ملكاً أو نموت فنـعـذرا
فهذا عنده عقل ما عنده إيمان ولكن عنده عقل وهو يسعى في سبيل دنيا لكنه عاقل يحاول ملكا أو يموت عذرا ، نحن أولى نحن المسلمين أن نحاول إستئناف الحياة الإسلامية على الطريقة المحمدية وصلنا إليها فالحمد لله رب العالمين ، ما وصلنا إليها فنكون معذورين عند الله تبارك وتعالى

السائل : بقى فقرة قصيرة بأن السلفيون متهمون بأنهم لا يأخذون بفقه الأئمة الأربعة
الشيخ : هذه فرية مع الأسف الشديد وتزداد هذه الفرية إثما وعدوانا أن تصدر على من ينشد إقامة الحياة الإسلامية ، كيف يستطيع ناشد أن يقيم الحياة الإسلامية وهم يتهمون الأبرياء بما ليس فيهم ، إذا كان الرسول صلوات الله وسلامه عليه يقول : الغيبة ذكرك أخاك بما يكره والغيبة معروف إثمها في القرآن يأكل لحم أخيه ميتا
أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : ذكرك أخاك بما يكره ، قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : إن كان فيه ما تقول ، فقد اغتبته . وإن لم يكن فيه ، فقد بهته، فهذا البهتان أهم بكثير من الغيبة لأن الغيبة ذكرك أخاك بما يكره ، فكيف يتجرأ هؤلاء على اتهام هؤلاء ليس بما لا يقولون ولكن بما يقولون بخلافه ويسطرونه بكتبهم ورسائلهم ومن ذلك هذه الرسالة التى بارك الله فيها وانتشرت في العالم الإسلامى عربيه وأعجمه وهى صفة صلاة النبى صلى الله عليه وسلم من التكبير الى التسليم كأنك تراها ، فقد ذكرنا في مقدمة هذه الرسالة منهجنا في تأليفنا لهذه الرسالة بل في منطلقنا في دعوتنا فقلنا نحن نحترم العلم أكثر من أولئك الذين يتظاهرون بانهم يعظمون هؤلاء الأئمة ثم يتعصب أحدهم طيلة حياته لإمام واحد ولا يستفيد من علم الآخرين ولو مسألة واحدة أما نحن فقد اتخذنا المنهج الذى وضعوه للمسلمين من بعدهم منهجاً لنا وأمرونا بألا نتخذ أقوالهم دينا لنا بل قالوا لنا خذوا من حيث أخذنا ، وقولهم إذا صح الحديث فهو مذهبى أشهر من أن يذكر، فإذا كان أحدنا يأخذ بقول الإمام الفلانى لأنه قام الدليل على صحته ولم يأخذ بقول هذا الإمام نفسه في مسألة أخرى لأنه ما قام الدليل عليه بل أخذ بقول إمام آخر فمن أين أخذ هؤلاء بأننا نحن نطعن في الأئمة ولا نقدرهم ، نحن نعلم كيف هذا لأنهم يفهمون أن تقدير الإمام إنما هو أن تجعله كالمعصوم كيف أن الشيعة يقولون في أئمتهم أنهم معصومون ، كذلك لا يرضى هؤلاء إلا أن نعامل أئمتنا أئمة أهل السنة والجماعة بمثل هذه المعاملة التى فيها التصريح بالعصمة وهم من فضلهم علينا أنهم قالوا لنا أننا لسنا معصومين .

فأبو حنيفة يقول لتلميذه أبو يوسف واسمه يعقوب : يا يعقوب لا تأخذ برأيي فإنى أقول اليوم القول وأرجع عنه غداً وإنما خذ من حيث أخذنا ، والشافعى يقول ما من أحد إلا وتخفى عليه سنة من سنة النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، فمهما أصلت من أصل أو قلت من قول وحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بخلاف قولى ، فخذوا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإضربوا بقولى عرض الحائط ، هذا إمام يقول عن قوله اضربوا به عرض الحائط، نحن لا نقول هكذا، نحن نتأدب مع أئمتنا ونقول هذا رأيه وهذا اجتهاده وهو مأجور، لكننا نرى أن القول الآخر الذى قاله الإمام الآخر هو الصواب بدليل كذا من كتاب أو سنة أو من آثار عن سلفنا الصالح . وهذا مع الأسف الشديد من الظلم الذى يصيبنا ولكن لسان حالنا يقول إن أنت إلا إصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت‏.

السائل : يقول ذكرتم في صفة الصلاة حديث بين سجوده والجدار ممر الشاه ، وقلت متفق عليه ولا يوجد بهذه اللفظ وإنما يوجد بين مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والجدار وقلت عن هذا الحديث أنه شاذ كما في مختصر البخاري

الشيخ : من الصعب الإجابة عن هذا الكلام لأنه في كثير من الأحيان يكون فيه خطأ من الناقل ، بين المصلى والجدار ما معناه؟؟؟ أحد شيئين : إما بين موقف الرسول والجدار وهذا مستحيل وأما بين موضع سجوده والجدار وهذا هو الذى فسره العلماء، فإذا روينا نحن الحديث بطريقة لابد منها أن تفهم هكذا، يقال أن هذا الحديث ليس في البخاري، بينما في البخاري بين المصلى والجدار. الخلاف هنا يبقى خلاف لفظى والعلماء اتفقوا على أنه يجوز رواية الحديث بمعنى لا سيما في مثل هذا الكتاب المختصر الموجز كما تعرفونه ، أما قوله أننا قلنا أن هذا شاذ فهذا حقيقة يحتاج حقيقة إلى استحضار المكان الذى قلنا فيه أنه شاذ ، أما النقل الأول فهذا خطأ من السائل .

السائل: يقول هل نكاح اليد أو ما يسمى بالاستمناء أو بالعادة السرية حلال أم حرام وهل توجد أدلة في هذه القضية؟؟

الشيخ : نحن نتبنى في هذه المسألة قول الإمام الشافعى رحمه الله الذى ذهب إلى تحريم الإستمناء مستدلا بقوله تعالى في وصفه للمؤمنين : "والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون" من ابتغى صرف شهوته بغير طريق الزواج والتسري يكون عادياً باغيا ظالما لنفسه .

السائل : يقول ما مدى صحة تحسين الحافظ العراقى لحديث أبى داوود: "كبرت خيانة أن تحدث أخاك بحديث هو لك به مصدق وأنت له كاذب"
الشيخ : لا أستحضر الآن الكلام عن هذا الحديث من الناحية الحديثية.

السائل : ما حكم العقيقة عن الكبير؟؟ وهل الذى لديه عدة أبناء لم يعق عنهم يبدأ بنفسه أم بهم ؟؟
الشيخ : يبدأ بأولاده يعق عن أولاده قبل كل شيئ لأن هذا هو الواجب عليه أما العق عن نفسه فهذا كان من واجب أبيه وربنا عز وجل يقول : " أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذى وفى ألا تز وازرة وزر أخرى " فهذا الولد الذى صار أباً لولد لا يحمل وزر والده الذى ما عق عنه حين ولادته ، ولكن من السنة اقتداءً بالنبى صلى الله عليه وسلم أنه عق عن نفسه بعد النبوة ، فهذه السنة إذا استطاع أن يحييها بعد أن يعق عن أولاده الذين ما عق عنهم فهذا هو النظام ، ولكن هذا إنما يقال فيما إذا لم يكن متمكنا من العق عن أولاده في الوقت المشروع وذلك في اليوم السابع فإن كان له عذر ففى اليوم الرابع عشر وأخيرا في الحادى والعشرين ، فإن استطاع أن يعق عن ولده في هذه الأيام ثم لم يفعل إهمالا أو تكاسلا فقد فاته العمل كالذى يخرج الصلاة عن وقتها أما إن كان فقيرا أو كان في ظروف سفر أو غير ذلك مما لا يتيسر له القيام بهذا الأمر فحينما يتيسر له ذلك فعل على المنهاج الذى ذكرناه آنفاً .

السائل : يقول ما حكم من يجد في نفسه صفة الحسد ؟؟ وهو عدم حب الخير للناس ولكنه يدعو الله أن يزيل عنه هذه الصفة ، هل توجد أساليب أخرى تساعد هذا الشخص .
الشيخ: لا نعلم في هذا غير ما ذكره السائل نفسه ولكن يدعو الله عز وجل بقلب خاشع خالص عسى الله عز وجل أن يستجيب له والرسول عليه الصلاة والسلام يقول في بعض الأحاديث ولعله من الأحاديث الثابتة ، فإن ذاكرتى الآن غير مستحضرة لمرتبته ، "وإذا حسدت فلا تبغى" أى خلّى حسدك في نفسك ولا يحملنك هذا الحسد على الإعتداء والبغى على ذلك المحسود، فإن مثل هذا الحسد يكون وزره خفيفا جداً على صاحبه، فهو إذن أمامه سبيلين: السبيل الأول وهو ما أشار إليه من أن يدعو الله عز وجل على النحو الذى وصفنا، السبيل الثانى أن يجاهد نفسه فلا يبغى بسبب حسده على المحسود ، ومن ذلك مثل ما تباحثنا اليوم مع بعض إخواننا أن زيد من الناس عنده كتاب فيه علم مفيد فطلبه فلان فأبى أن يعطيه إياه لا لأنه يخاف أن يستعصى به أو يخاف أن يمزقه وإنما حسداً ، هذا الحسد هو الذى فيه البغى وفيه الإعتداء وفيه منع الخير عن اخوه على المسلم ، فمن كان يشعر في نفسه بشئ من هذا الحسد فليجاهد هواه وليعطى مثل هذا الكتاب لهذا الطالب له ليتفقه فيه.

السائل : يقول أن هناك حديث : الحجر الأسود يمين الله في الأرض ، كيف يفسر أو كيف يفهم هذا الحديث إن كان صحيحا؟؟؟

الشيخ : الحديث ضعيف السند ، فلنسترح منه.

السائل : هناك أثر عن على رضى الله عنه ، يقول حدثوا الناس بما يفهمون ، أتحبون أن يكذب الله ورسوله" وقد نقل الحافظ بن حجر قولا عن مالك أن المراد بذلك الصفات ، فهل هذا الأثر صحيح وإن يكن صحيحا فما المراد بذلك الأمر ؟

الشيخ : هذا الأثر صحيح موقوفا على على رضى الله عنه فقد رواه البخارى متصل الإسناد إلى على رضى الله عنه فهو صحيح لا ريب فيه ، أما المعنى المقصود به فهو أنه يجب ألا نحدث عامة الناس بشئ لا تتحمله عقولهم وليس من هذا القبيل كما ذكر عن مالك أن نحدث الناس بآيات الصفات وأحاديث الصفات لأنه معنى هذا ألا نحدث الناس بآيات الصفات وهذا ما لا يقوله ما دون مالك بمراحل فضلا عن أن يقوله الإمام مالك إمام دار الهجرة لا سيما وفطرة عامة الناس أقرب إلى العقيدة السلفية في هذه القضية من المثقفين المتأثرين بعلم الكلام لأن عقيدة السلف هى باعتراف الخلف أسلم فكيف يقال بأنه لا ينبغى أن نحدث العامة بالعقيدة التى هى أسلم ، فهذا المثال لهذا الأثر غير مطابق له ولا هو المقصود منه ، وإنما نأخذ مثالا له ما رواه البخارى نفسه في ظنى أنه في هذا الباب أن معاذا رضى الله عنه كان ردف النبى صلى الله عليه وسلم فقال له النبى صلى الله عليه وسلم الا أبشرك يا معاذ قال : بلى يا رسول الله ، قال من مات وهو يشهد ألا إله إلا الله حرم الله بدنه على النار ، قال معاذ يا رسول الله أفلا أبشر الناس ، قال دعهم يعملون إذن يتكلوا ، فقول الرسول عليه الصلاة والسلام لمعاذ وتبشيره إياه بفضيلة هذه الشهادة هذه الكلمة الطيبة ، أن من قالها مخلصا من قلبه حرم الله بدنه على النار قد يفهم بعض الناس كما هو الواقع في كثير من البلاد خاصة عندنا في سوريا إنه خلاص ما دام أنه يشهد ألا إله إلا الله دخل الجنة لا حساب ولا عذاب ، بينما ليس المقصود من هذه الشهادة التى لها تلك الفضيلة هو أن من قال بها مجرد قول أنجاه الله من النار، بل لابد أن يؤمن بها ، والإيمان بها لابد له أن يتقدمه معرفة معناها ونحن مع الأسف الشديد لا نزال نجادل جماهير المسلمين في تفسيرهم معنى هذه الكلمة الطيبة ، فإنهم لا يزالون يفسرونها تفسيرا ناقصا ، يقولون معنى لا إله أى لا رب وهذا تفسير قاصر ، ولا أريد أن أدخل في هذا الموضوع وإنما المعنى لا إله أى لا معبود بحق إلا الله ، فإذا عرف المسلم بالمعنى الصحيح لهذه الكلمة الطيبة ثم آمن به جازما من قلبه هذا بلا شك كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث آخر " من قال لا إله إلا الله نفعته يوما من داره " لكن من مستلزمات هذه الكلمة الطيبة أن يعمل بمقتضاها، ومقتضاها العمل على الأقل بالأركان ، فمن عمل بلوازم هذه الشهادة حرم الله بدنه على النار تحريما مطلقاً على المعنى الصحيح الكامل، أما إن قصر في قليل أو كثير من العمل بلوازم هذه الشهادة فأمره إلى الله ، كما قال ربنا جل وعلا في كتابه : "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء" فإذا مات هذا الموحد القائل المؤمن بهذه الشهادة أنجته من الخلود في النار لكن لا تحول بينه وبين أن يدخل النار بسبب ذنوب كان قد اقترفها أو أصابها ، إن شاء الله عذبه وإن شاء الله غفر له ، ففهم هذه النص كثير من الناس يسيئونه ، لذلك لما إستأذن معاذ من رسول الله ليبشر الناس قال له لا ، إذن يتكلوا ، دعهم يعملون .

فهذا المثال صادق لأثر علي كلموا الناس على قدر عقولهم ، فإن الناس الذين يفهمون منك إذا بشرتهم بهذه البشارة النبوية خلاف المعنى الصحيح فلا ينبغى أن تحدثهم به إلا أن تحدثهم وتشرح لهم المعنى كاملا بحيث أن هذه الشهادة حين ذاك إذا ما عرفوها زادتهم إيمانا على إيمانهم وصلاحا على صلاحهم .

السائل : يقول سمعناك تردد بجزم أن طريقنا السلفى هو الصحيح وهو الموصل وهو الوحيد ، فما الدليل على هذا الجزم ؟؟
الشيخ : يبدو أن السائل ما حضر جلسات أخواننا السلفيين وأن هذه أول مرة ، ماذا يقول هذا السائل لمن يقول طريقنا قال الله وقال الرسول وقال السلف الصالح ؟؟ هل الطريق خلاف هذا الطريق ، فإن كان الجواب كما نرجو : لا طريق غير هذا ، إذن فمن فمك ندينك، وإن كان يظن أن هناك طريق أخرى ، فليبينها لنا حتى نثبت له خطأ هذا القول .
السائل : يقول يتهم السلفيين بأنهم كثيروا التهجم على مخالفيهم وخاصة في كشف النقاب ويقولون أنهم كثيرون التجريح ولا يحسنون الظن في مخالفيهم ، فما الرد ؟؟؟
الشيخ : هذا السؤال يذكرنى بفقه لبعض العلماء يقول إذا رأيت رجلا يركض خلف رجل والراكب في يده عمامة والذى خلفه يلحق فيه ليس على وجهه عمامة ، فإذا رأيته لا تتهم ذلك الذى بيده العمامة بانه سارق لعمامة اللاحق به ، وأنت تراه حاسر رأسه ليس على رأسه عمامة الملحوق على رأسه عمامته وبيده عمامة الرجل ، لا تتهم هذا الذى على رأسه عمامته وعلى يده عمامة الرجل إلا بعد أن تحقق لأنه من الممكن أن هذه العمامة التى في يد الرجل كان اللاحق به سرقها منه فأستعاد عمامته الى نفسه بهذه الطريقة وأخذها ولسان حاله يقول "هذه بضاعتنا ردت إلينا" .

هذا المقصود أيضا كما كنت قرأت في بعض المجلات العصرية أنه من حكم سعد زغلول مصر قال لا تزال هذه الأمة في نكد وفى ضلال مازال إن أحدهم يمر بالرجل يضرب آخر فيشارك معه فإذا سألته لم تضربه قال لا أدرى ولكنى شفته يضربه فأنا أعاونه ، هذا كله مقصود فيه أنه لا يجوز للمسلم أن يسارع في اتهام المسلم إلا بعد تبين الحقيقة .

فهذا السؤال سواء كان نابعا من السائل مباشرة أو حاكيا عن غيره ، كما يرجو الأستاذ وأرجو الله، يتمثل تماما بالصورة الأولى هو لا يدرى ما السبب أو يدرى ويتجاهل ، وأحلاهما مر ، ما السبب الى حمل مؤلف كتاب كشف النقاب – وكشف النقاب اسم على مسمىوهووصف المردود عليه بما فيه يعتبرون هذا طعنا ولا يدرسون هذا المردود عليه ، ماذا قال في الرد من التهم ومن الأكاذيب الكثيرة والكثيرة جداً ، هذا مثالنا تماما ولا يصلح بطبيعة الحال الآن أن نضيع وقت الأخوان في مدافعات شخصية ، ولكن أنا أرجو ممن يوجه هذا السؤال أن هذا كشف النقاب والرد على من ؟؟ على فلان ، فلان ماذا فعل بالراد؟؟؟ ثم يقابل وحينئذ يصدق قول القائل وبضدها تتبين الأشياء.

المستضيف: وفى النهاية نرجو الله عز وجل أن يطيل هذه اللقاءات وأن يكثر منها وأن نوفق جميعا كما قلنا إلى التزام هذا الطريق الصحيح ، ونسأل الله عز وجل أن يحيينا وأن يميتنا على هذا الطريق ، ولعل في هذا الذى سمعناه وفي ما قبله يجعل الإنسان الذى تمسك بطريق السلف الصالح رضى الله عنهم ويسير في هذا الطريق يجعله يفخر بإعتزاز على أنه ما جاء بشئ جديد وإنما هو على نهج السابقين من الصحابة والتابعين يسير ونسال الله عز وجل الهداية والتوفيق جزاك الله خير يا شيخ
الشيخ: وإياكم ، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

المتابعون