من الوهلة الاولى يبدوا الاسم كأنه إشاعة من الإشاعات المتداولة بين الناس.
تلك الإشاعة كان لها أمثلة فى التاريخ القديم و الحديث ،
أضرب الآن مثلا واحدا من تلك الامثلة ، لعلنا نأخذ منها العبرة.
تقسيم السودان :
بدأت تلك الفكرة تطرح على إستحياء من الغرب الكافر ،
وكان تعليق المسلمين عموما و المصريين و السودانيين خصوصا أن هذا الامر لا يعدوا
إشاعة من الإشاعات المغرضة ، وكان ذلك ولا أعرف إلاَّ على وجه التقريب سنة 1982
ميلادية ، أي منذ بدأ الحرب الأهلية فى ذلك القطر الإسلامي الشقيق ، وقد طَرَحَتْ
تلك البذرة – الإشاعة- ثمارها بعد ثلاثين عاما من حرثها .
والان السودان عبارة عن دولتين ، الاولى فى الشمال غير
معروفة الهوية –ولا أقصد بذلك
التكفير ، أعوذ بالله- مطموسة المعالم ، و الدولة الثانية تعتزُّ بكل فخر –مع
شديد الأسى و الأسف- أنها دولة نصرانية.
نرجع الان الى مصر ، بلدنا الحبيب ، والذي بدأت تلك الإشاعة
تسرى فيه منذ التسعينيات من هذا القرن ، بين قاعدة من الناس يمكن اللعب عليها جيدا
، خاصة ذلك الجيل الذي ولد و تربى معظمه فى فترة الخمسينيات و الستينيات من هذا
القرن ، ذلك الجيل المنحل –أكثره-عقديا وخُلقياً ، والذى أراه أن نصاري مصر لا دخل
لهم فى هذا الفكر ، بل هم لا يرضون عنه ، وإن كان بعضهم – نصاري المهجر – يُقال أنهم يسعون اليه ، فلن يحدث هذا بأيديهم ولكن
بأيدي المسلمين ، وذلك بسبب ضعف الوازع الديني لديهم وعدم الولاء العام ، ذلك
العدم المُربى فيهم تربية تغللت كل جذور الجزع ، والله تفريط أصبح الجزع من بعده
لا يستطيع حمل نفسه فكيف بحمل غيره ، فعلينا تربية ذلك الحب الوطني الخاص فى قلوب
أبنائنا بدون إفراط و لا عصبية ، علينا أن ننهى إبنائنا عن إلقاء ورقة فى الطريق
بلى أن يلقى بكيس مليئ بالقازورات ، علينا أن نعلمهم الحفاظ على جمال مدارسهم
وجامعاتهم ، لا أن يحطمونها ويشوهو حوائطها و أثاثاتها ، وهكذا دواليك ، أخوتي أن
لم نبدأ الان فلا نحن و لا أبنائنا سنرى غدا مصرنا الحبيبة.
وانهى بقول الشاعر :
مَتى يَبلُغ البُنيانُ يَوماً
تَمامَه اِذا كُنت تَبنيهِ
وَغَيرك يَهدِم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.